Ok
En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.
Aller au contenu
Le Centre Marxiste-Léniniste d'Etudes, de Recherches et de Formation
الـشــرارة
من الشرارة يولد اللهيب
الشرارة، الأداة النظرية للمركز الماركسي ــ اللينيني
للدراسات و الأبحاث و التكوين
لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية
من أجل خط ثوري ماركسي ــــ لينيني
-
استمرارا في إحياءه لانتصار الثورة الصينية العظيمية، وبالموازاة مع النشر المستمر لمجموعة من المقالات والدراسات الخاصة بها، يفتح موقع الشرارة الماركسي ــ اللينيني ملف الثورة الثقافية البروليتارية الصينية الكبرى بوثيقة تاريخية تحمل عنوان "إخطار من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني" الصادرة بتاريخ 16 ماي 1966، والتي شكلت إلى جانب "قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حول الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى" (صدرت في 8 غشت 1966)، الأرضية النظرية والتوجيهية لهذه الثورة.
تقديم :
عندما كانت أحداث الحرب الباردة تنشر هيمنتها على العالم، و كانت القيادة التحريفية بالاتحاد السوفياتي منتشية باحتلالها موقع الهيمنة العالمية كقوة عظمى إلى جانب الامبريالية الأمريكية، بحيث لم تكن تخرج عن سياق هذه الهيمنة المقتسمة للعالم سوى الثورة الشعبية الصينية بقيادة ماو والثورة الفيتنامية العظيمة بقيادة الرفيقين هوشي منه و فو نيغوين جياب، من أجل طرد الامبريالية الأمريكية من جنوب الفيتنام و تحرير الوطن الفيتنامي بالكامل بقيادة حزب العمال الفيتنامي، لم يكن أحد عند منعطف1966 ينتظر انطلاق ثورة جديدة ستهز العالم على امتداد عشر سنوات، عشر سنوات كانت مختبرا هائلا لبناء أهم التصورات الماركسية – اللينينية للثورة الاشتراكية التي شارك في إنجازها ملايين العمال و الفلاحين و المثقفين و الشباب الثوري بقيادة الخط البروليتاري الثوري للرفيق ماو تسي تونغ. إنها الثورة الثقافية البروليتارية الصينية الكبرى.
لقد مرت الثورة الثقافية البروليتارية الصينية الكبرى بفترات و مراحل متعددة، تعكس حالة ميزان القوى بين خط الثورة البروليتارية بقيادة الرفيق ماو تسي تونغ و خط الثورة التحريفية المضادة بقيادة التحريفيان ليو شاو شي و دينغ كسياو بينغ.
قبل الإعلان الرسمي عن انطلاق الثورة الثقافية البروليتارية في الصين، كتب الرفيق ياو وين يوان مقالة نقدية لقطعة مسرحية تحمل عنوان "عزل هاي جوي"، و قد كانت المسرحية في الواقع تدافع بشكل مباشر عن وزير الدفاع بينغ دي هويي السابق المعروف بمواقفه اليمينية المعارضة لسياسية "القفزة الكبرى إلى الأمام"، و الذي تمت إقالته سنة 1959، و يعتبر بينغ دي هويي أحد أقطاب اليمين التحريفي. و بعد هذه الإقالة استمر التحريفيون داخل الحزب في الدفاع عنه بطرق ملتوية، فأوعزوا إلى التحريفي ووهان (صحافي) و نائب عمدة بيكين بكتابة نص مسرحيته، التي اعتمدت على حدث تاريخي من تاريخ الصين القديم وضع وجها لوجه أحد الأباطرة المستبدين و أحد موظفي الامبراطورية، الذي تم عزله من طرف الامبراطور ظلما، و كان المقصود هنا بالإمبراطور هو ماو تسي تونغ و الموظف المظلوم هو وزير الدفاع المقال.
لقد كان ووهان ينشر مقالاته المهاجمة للخط البروليتاري بقيادة ماو تسي تونغ ضمن منشورات "الأدب و الفنون" ببكين، و نشر مسرحيته الشهيرة في يناير 1961، و تابع كتاباته بنشره، بشكل مشترك مع تينغ هو و لياو موشا (صحافيان ونائبان لعمدة بكين بينغ شينغ أحد أقطاب الخط التحريفي بالحزب ، و كان عضوا في المكتب السياسي) "إشارات هامشية حول قرية العائلات الثلاث"، كما أطلق تينغ هو في مارس من نفس السنة سلسلة مقالات ضمن عمود يصدر بشكل منتظم في جريدة صينية يحمل عنوان "أحاديث المساء في ينشان" يتحدث فيها بالطريقة الصينية الكلاسيكية المختصرة عن نفس الاعتبارات السابقة المهاجمة للخط البروليتاري.
و في 10 نونبر 1965 كتب الرفيق ياو وين يوان مقالته " بصدد المسرحية التاريخية الجديدة: "عزل هاي جوي" " و ذلك بمدينة شنغهاي، و عندما قرأ ماو تسي تونغ المقالة ساند مضمونها الثوري و طالب بتعميمها و نشرها.
لقد أطلقت مقالة الرفيق ياو (سيصبح أحد القادة الأربعة للثورة الثقافية البروليتارية الصينية) الشرارة الأولى للثورة الثقافية البروليتارية في الصين، و قد ظل التحريفيون يعملون منذ بداية الستينات إلى حدود ماي 1966 على حصر الصراع في حدود ثقافية، وعند منتصف ماي 1966 انتهت هذه الفترة من الصراع، عندما اجتمعت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في دورتها 11، و أصدرت وثيقة تاريخية تحت عنوان "إخطار من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني". وبالفعل فقد استغل ماو تسي تونغ توفره على أغلبية صغيرة داخل اللجنة المركزية للحزب لدفع هذه الأخيرة للمصادقة على الوثيقة، التي صاغها بيده، و تعتبر هذه الوثيقة إلى جانب وثيقة أخرى صدرت يوم 8 غشت 1966 على إثر انعقاد الدورة 11 للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني المنعقدة من فاتح إلى 12 غشت 1966، و تحمل عنوان "قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حول الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى"، بمثابة الأرضيتان النظريتان و التوجيهيتان للثورة الثقافية البروليتارية الصينية. و بصدور الوثيقة الأولى في 16 ماي 1966، انتقلت الثورة الثقافية من طابع ثقافي محدود إلى طابع جماهيري مفتوح، عندما تحركت في البداية جماهير الحركة الطلابية و التلاميذ والأساتذة الثوريون، مدشنين دخول الثورة الثقافية مرحلتها الجماهيرية. يقول ماو تسي تونغ في هذا الصدد :
"لقد كان المثقفون الثوريون والطلبة الشباب أول من وعى بالأمر، و هذا يوافق قوانين تطور الثورة".
هكذا انطلقت أول مجموعة ثورية من داخل الجامعة في بكين، عندما وضعت أول ملصق حائطي (داتزيباو) يهاجم عميد الجامعة، الذي هو في نفس الوقت كاتب شعبة الحزب في الجامعة.
لقد كان أول داتزيباو ماركسي – لينيني في الثورة الثقافية الصينية، كما قال ماو تسي تونغ، الذي طالب بنشره على امتداد البلاد، و قد انتهى هذا الملصق المكتوب بحروف كبيرة بالنداء التالي :
" أيها المثقفون الثوريون، إنها ساعة المعركة! لنتوحد! لنرفع عاليا الراية الكبيرة لفكر ماو تسي تونغ، لنتوحد حول اللجنة المركزية و الرئيس ماو! لنحطم كل المراقبات و المآمرات الشريرة للتحريفيين، بحزم و بجذرية و بشكل كلي و تام، لنحطم كل الوحوش، العناصر التحريفية من نوع خروتشوف! لنخض الثورة الاشتراكية حتى النهاية!
احموا اللجنة المركزية! احموا فكر ماو تسي تونغ! احموا دكتاتورية البروليتاريا!"
بعد صدور هذا الملصق انطلقت النقاشات في الجامعة الصينية، و ظهرت الملصقات الضخمة في كل مكان تعبيرا عن الديموقراطية البروليتارية، التي تسمح للجماهير بالتعبير عن آرائها، و زودت الدولة بتوجيه من الخط البروليتاري الجماهير بالورق و المداد مجانا، و انتشر الحماس الثوري في كل مكان، إلى حد أن جامعة بكين لوحدها أصدرت في حدوث أسبوع 100 ألف داتزباو، و انتشرت الجرائد في كل مكان، حيث كانت تقوم بتعميم و نشر أحسن الملصقات. و في سياق هذا الحماس الثوري أصدر ماو تسي تونغ ملصقه الأول تحت عنوان: "لنطلق النار على المركز العام"، و كان المقصود بالمركز العام هو القيادات التحريفية داخل الحزب الشيوعي و داخل الدولة.
لقد دشنت الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى مرحلتها الجماهيرية الأولى بدخول الشبيبة الثورية ميدان المعركة ضد التحريفية و أنصار الخط الرأسمالي في الصين، و ذلك تمشيا مع قوانين الثورة التي حددها ماو تسي تونغ بوضوح قبل الانتقال إلى مرحلة ثانية، و نتوقف في هذه الحلقة عند هذه المرحلة، و نؤكد على أن الوثيقة النظرية التوجيهية الأولى "إخطار من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني"، كانت بمثابة تأشيرة الدخول للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى، مقدمة في نفس الوقت بوصلة للجماهير الثائرة، التي انطلقت كالطوفان تكتسح مواقع التحريفيين، و باختصار أكدت الوثيقة على ما يلي:
- هناك خطر حقيقي لإعادة الرأسمالية إلى الصين، و هذا الخطر يأتي من البورجوازية داخل الحزب.
- إن الصراع ضد البورجوازية يجب أن يستمر بشكل لا يتوقف على امتداد مرحلة الاشتراكية.
- لقد كانت تعبئة الجماهير في كل وقت ضرورية، و يجب بشكل إلزامي الاعتماد عليها لمواجهة محاولات إعادة الرأسمالية.
على العموم، حددت الوثيقة الخطر الحقيقي الذي يهدد الصين (عودة الرأسمالية إلى الصين)، و حددت العدو الذي يمثل هذا الخطر (البورجوازية داخل الحزب وداخل الدولة)، و الذي تجب مواجهته بشكل مستمر طوال مرحلة بناء الاشتراكية، كما حددت الوثيقة الأسلوب الرئيسي للمواجهة المتمثل في الديموقراطية البروليتارية، و في الاعتماد الدائم على الجماهير، من البداية حتى النهاية، و ذلك ضمن خط الجماهير.
علي محمود
12 – 3 - 2019
ـــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
إخطار من اللّجنة المركزيّة للحزب الشيوعي الصيني
( 16 أيار/ماي 1966 )
---------------------------
إلى المكاتب الإقليمية التابعة للجنة المركزية ولجان الحزب في المقاطعات والبلديات والمناطق ذات الحكم الذاتي والأقسام واللجان التابعة للجنة المركزية والجماعات الحزبية ولجان الحزب في الدوائر الحكومية والمنظمات الشعبية والهيئة العامة للأعمال السياسية لجيش التحرير الشعبي:
قرّرت اللجنة المركزية إلغاء "التقرير الموجز الصادر عن اللجنة الخماسية المكلفة بالثورة الثقافية حول المناقشات الأكاديمية الحالية" الذي أجيز توزيعه في 21 شباط 1966 ، وحل تلك "اللجنة الخماسية المكلفة بالثورة الثقافية" ومكاتبها ، وإنشاء لجنة جديدة مكلفة بالثورة الثقافية تابعة مباشرة للجنة الدائمة للمكتب السياسي . ان ذلك التقرير الموجز من "اللجنة الخماسية" لخاطئ من أساسه ومتعارض مع خط الثورة الثقافية الاشتراكية الذي وضعته اللجنة المركزية والرفيق ماو تسي تونغ ، ويخالف المبدأ المرشد الذي أقرّته
في الحقيقة ان التقرير الموجز المزعوم من "اللجنة الخماسية" ما هو سوى تقرير من صنع بنغ شنغ وحده، اذ صاغه وفقا لآرائه الشخصية من وراء ظهر الرفيق كانغ شنغ عضو "اللجنة الخماسية" ، ولم يطلب آراء أيّة لجنة من لجان الحزب المحلية ، ولم يفصح عن ان هذه الوثيقة ستعرض على اللجنة المركزية لمراجعتها كوثيقة رسمية للجنة المركزية ، وأكثر من ذلك فانه لم يحصل على موافقة الرفيق ماو تسي تونغ رئيس اللجنة المركزية بل التجأ الى وسيلة هي ابعد ما تكون عن النزاهة ، اذ تصرف في تعسف واستبداد ، وأساء استخدام صلاحياته ، وانتحل اسم اللجنة المركزية ، فوزع الوثيقة على نطاق الحزب في عجلة وتسرع .
وفيما يلي الأخطاء الرئيسية في التقرير الموجز :
أوّلا: انطلاقا من الموقف البورجوازي والنظرة البرجوازية للعالم فان التقرير الموجز قد قلب الامور رأسا على عقب اذ وضع كلا من العدو وأنفسنا في مكان الآخر ، وذلك عند تقريره للوضع الراهن في النقد الاكاديمي وعند نظره الى طبيعة هذا النقد . ان بلادنا تشهد الآن مدا جبارا للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى . وهذا المد يلطم بقوة جميع المواقع الايديولوجية والثقافية المتفسخة التي ما زالت تحتفظ بها البرجوازية وفلول الاقطاع . ان هذا التقرير الموجز لم يشجع الحزب كله على اطلاق اليد في تعبئة الجماهير الغفيرة من العمال والفلاحين والجنود والمناضلين البروليتاريين في ميدان الثقافة لمواصلة التقدم الى الامام ، بل حاول قدر المستطاع ان يحول مجرى الحركة نحو اليمين . واستعمل عبارات مرتبكة ومتنافرة وخداعة لطمس معالم الصراع الطبقي الذي يجري الآن بصورة حادة في الجبهة الثقافية والايديولوجية وخاصة لطمس حقيقة ان الغرض من هذا النضال العظيم هو نقد ووهان وغيره من ممثلي البرجوازية المعادين للحزب والاشتراكية الذين يشكلون مجموعة كبيرة (توجد مجموعة من ممثلي البورجوازية من هذا النوع في لجنة الحزب المركزية وفي اجهزة الحزب والحكومة والاجهزة الاخرى على المستوى المركزي وكذلك في المقاطعات والبلديات والمناطق ذات الحكم الذاتي). ومن اجل اخفاء الطابع السياسي الخطير الشأن الذي يحمله هذا النضال ، لم يذكر هذا التقرير الموجز الحقيقة التي اشار اليها الرئيس ماو اكثر من مرة وهي ان المسألة الجوهرية في مسرحية "عزل هاي غوي" تتمركز حول العزل عن المنصب .
ثانيا: خالف هذا التقرير الموجز وجهة النظر الماركسية الاساسية القائلة بان الصراع الطبقي بجميع انواعه هو –في حد ذاته– نضال سياسي . فما ان تطرقت الصحف والمجلات الى المسائل السياسية التي تنطوي عليها مسرحية "عزل هاي غوي" بقلم ووهان حتى ذهب واضعو التقرير الموجز الى حد القول : "لا ينبغي ان تكون المناقشات في الصحف والمجلات منحصرة في المسائل السياسية ، بل يجب اجراء مناقشات مستفيضة حول مختلف المسائل النظرية والاكاديمية التي اثيرت اثناء المناقشة" . كما انهم اعلنوا في مناسبات مختلفة انه لا يسمح ، في نقد ووهان ، بالتطرق الى المسألة الجوهرية في المسرحية ، مسالة عزل الانتهازيين اليمينيين عن مناصبهم في اجتماع لوشان عام 1959 ، ولا مسألة النشاطات المعادية للحزب والاشتراكية التي قام بها ووهان وغيره . يعلمنا الرفيق ماو تسي تونغ دائما بأن النضال ضد البرجوازية في المجال الايديولوجي هو صراع طبقي طويل الأمد لا يمكن انهاؤه باصدار حكم سياسي على عجل . ولكن بنغ شنغ نشر الشائعات عن عمد ، فقال لكثير من الناس ان الرئيس ماو يرى انه فيما يتعلق بنقد ووهان يمكن اصدار حكم سياسي بعد شهرين . وقال ايضا ان المسائل السياسية يمكن مناقشتها بعد شهرين. لقد كان يهدف من وراء ذلك الى تسيير النضالات السياسية في المجال الثقافي في مدار المناقشة "الاكاديمية المحضة" التي تدعو اليها البرجوازية دائما . ومن الواضح الجلي انه يعارض اعطاء الاولوية للسياسة البروليتارية ويريد منح الاولوية للسياسة البرجوازية .
ثالثا: شدد التقرير الموجز بصورة خاصة على ما يسمى بـ "فتح الباب للآراء" ، ولكنه في نفس الوقت لجأ الى اسلوب المكر والخداع فشوه من الاساس سياسة فتح الباب للآراء التي اوضحها الرفيق ماو تسي تونغ في المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني حول اعمال الدعاية في آذار 1965 ، وأنكر المضمون الطبقي لهذه السياسة . وقد اشار الرفيق ماو تسي تونغ في حديثه عن هذه المسالة بالضبط الى انه "لا يزال لزاما علينا ان نخوض نضالا طويل الأمد ضد ايديولوجية البرجوازية والبرجوازية الصغيرة . ومن الخطأ الا ندرك ذلك فنتخلى عن الصراع الايديولوجي . ان كل الافكار الخاطئة ، وكل الاعشاب السامة ، وكل الشياطين والغيلان يجب توجيه النقد اليها ولا يسمح لها بتاتا ان تنتشر بلا رقيب".وقال الرفيق ماو تسي تونغ ايضا :"إنّ فتح الباب للآراء يعني السماح للجميع بالتعبير عن آرائهم في حرية ، بحيث يجرؤون على الكلام والنقد والجدل". ولكن هذا التقرير الموجز وضع "فتح الباب للآراء" في موضع متعارض مع قيام البروليتاريا بفضح موقف البرجوازية الرجعي . فان "فتح الباب للآراء" الذي يزعمه التقرير الموجز هو الحرية المطلقة التي تدعو اليها البرجوازية والتي تسمح للبرجوازية فقط بـ"ابداء الآراء" ولا تسمح للبروليتاريا بـ"ابداء الآراء" او صد هجمات البرجوازية وبتعبير آخر هو التستر على امثال ووهان من ممثلي البرجوازية الرجعيين . ان "فتح الباب للآراء" الذي يزعمه التقرير الموجز شيء يعارض افكار ماو تسي تونغ ويلبي حاجات البرجوازية .
رابعا: وعندما بدأنا بالرد على الهجوم المسعور الذي شنته البرجوازية رفع واضعو التقرير الموجز شعار "كل الناس سواسية امام الحق" . ان هذا الشعار شعار برجوازي . لقد استخدموا هذا الشعار لحماية البرجوازية ومكافحة البروليتاريا ومكافحة الماركسية – اللينينية ومكافحة افكار ماو تسي تونغ ، منكرين طبقية الحق انكارا تاما. وفي النضال بين البروليتاريا والبرجوازية وكذلك بين حقيقة الماركسية وأباطيل البرجوازية وسائر الطبقات المستغِلة ، فاما ان تتغلب الرياح الشرقية على الرياح الغربية واما ان تتغلب الرياح الغربية على الرياح الشرقية ، ولا يوجد هناك اية مساواة على الاطلاق . هل يمكن ان نسمح بأية مساواة في المسائل الاساسية مثل نضال البروليتاريا ضد البرجوازية ودكتاتورية البروليتاريا في مجالات البناء الفوقي بما فيها مختلف المجالات الثقافية ونضال البروليتاريا من اجل مواصلة تطهير الحزب من ممثلي البرجوازية الذين تسربوا اليه والذين يلوحون بالراية الحمراء لمكافحة الراية الحمراء بالذات ! لقد ظل الديمقراطيون الاشتراكيون القدامى طوال عشرات السنين والمحرفون المعاصرون منذ اكثر من عشر سنوات لا يسمحون للبروليتاريا ان تتمتع بأية مساواة مع البرجوازية. انهم ينكرون تماما حقيقة ان تاريخ البشرية الذي يرجع الى آلاف السنين هو تاريخ الصراع الطبقي ، وينكرون تماما الصراع الطبقي الذي تخوضه البروليتاريا ضد البرجوازية ودكتاتورية البروليتاريا على البرجوازية . فهم بالضبط عملاء اوفياء للبرجوازية والامبريالية يتمسكون معهما بالايديولوجية البرجوازية الداعية الى اضطهاد واستغلال البروليتاريا وبالنظام الاجتماعي الرأسمالي من ناحية ، ويعارضون معها الايديولوجية الماركسية اللينينية والنظام الاجتماعي الاشتراكي من ناحية اخرى . اذن فهم جماعة من العناصر المعادية للثورة الذين يعارضون الحزب الشيوعي والشعب ، ونضالهم ضدنا هو نضال حياة او موت ليست فيه اية مساواة على الاطلاق . لذا فان نضالنا ضدهم لن يكون بدوره الا نضال حياة او موت ، وان علاقتنا معهم ليست علاقات مساواة بأي حال من الاحوال ، بل هي علاقات اضطهاد طبقة لطبقة اخرى ، أي الدكتاتورية او الحكم الاستبدادي الذي تمارسه البروليتاريا على البرجوازية ولا مجال لوجود اية علاقات اخرى مثل علاقة المساواة المزعومة او علاقة تعايش سلمي بين الطبقات المستغلة والطبقات المستغلة او علاقة قائمة على المروءة والشفقة .
خامسأ: قال التقرير الموجز "انه ليس من الضروري ان نتغلب على الطرف الآخر في الناحية السياسية فحسب ، بل من الضروري ان نتفوق ونتغلب عليه فعلا والى حد كبير في المستويات الاكاديمية والمهنية" . وهذه النظرة التي لا تنظر الى الحدود الطبقية في الاعمال الاكاديمية هي نظرة جد خاطئة كذلك . ففيما يتعلق بالمسائل الاكاديمية فان البروليتاريا قد تفوقت الى حد كبير على البرجوازية وتغلبت عليها منذ زمن بعيد وذلك بفضل ما امتلكته من الحقيقة ، حقيقة الماركسية اللينينية ، حقيقة افكار ماو تسي تونغ . وقول التقرير الموجز ذلك دليل على ان واضعيه يبجلون "الثقات الاكاديميين" البرجوازيين ويحاولون رفع منزلتهم ، وكذلك دليل على انهم يحقدون على قوتنا الكفاحية الناشئة التي تمثل البروليتاريا في الاوساط الاكاديمية ويحاولون كبتها .
سادسا: يقول الرئيس ماو دائما انه لا بناء بدون هدم . والهدم يعني النقد ، يعني الثورة . والهدم يقتضي عرض الحجج وابداء المبررات ، وهذه العملية هي البناء ، فالهدم يأتي اولا ويتحقق البناء في اثناء الهدم. فان الماركسية اللينينية ، افكار ماو تسي تونغ ، قد ظهرت الى حيز الوجود وتطورت باضطراد في غمار النضال من اجل هدم الايديولوجية البرجوازية . ولكن هذا التقرير الموجز يؤكد انه "بدون بناء لا يمكن الوصول الى هدم حقيقي وتام". وفي الواقع انه يمنع بذلك هدم الايديولوجية البرجوازية وبناء الايديولوجية البروليتارية فهو يقف ضد افكار الرئيس ماو وجها لوجه ويسير في اتجاه معاكس لاتجاه نضالنا الثوري في الجبهة الثقافية – هذا النضال الذي نخوضه لهدم الايديولوجية البرجوازية على نطاق واسع ، ويمنع البروليتاريا من ان تقوم بالثورة .
سابعا: يقول التقرير الموجز "يجب الا نتصرف كالعلماء الطغاة فنستند بآرائنا ونستخدم نفوذنا في كبت آراء الغير" ، ويقول ايضا : "علينا ان نكون على حذر حتى لا يتبع العاملون الاكاديميون اليساريون خطى خبراء البرجوازية وعلمائها الطغاة" . ولكن ما معنى "العلماء الطغاة" ؟ ومن هم "العلماء الطغاة" ؟ أليس من الضروري ان تمارس البروليتاريا دكتاتوريتها وتتغلب على البورجوازية ؟ ألا ينبغي للعمل الاكاديمي البروليتاري ان يتغلب على العمل الاكاديمي البرجوازي ويقضي عليه ؟ أيمكن اعتبار العاملين الاكاديميين البروليتاريين "علماء طغاة" اذا ما تغلب العمل الاكاديمي البروليتاري على العمل الاكاديمي البرجوازي وقضى عليه ؟ ان التقرير الموجز يوجه رأس حربته الى اليساريين البروليتاريين ، ومن البديهي انه يريد الصاق بطاقة "العلماء الطغاة" بالماركسيين اللينينيين ، حتى يستطيع بالتالي ان يؤيد علماء البرجوازية الطغاة الحقيقيين ويصون مركزهم الاحتكاري المتداعي في الاوساط الاكاديمية . في الحقيقة ان اولئك الحزبيين الذين يقبضون على زمام السلطة ويسلكون الطريق الرأسمالي والذين يؤيدون علماء البرجوازية الطغاة ، وأولئك الممثلين البرجوازيين الذين تسربوا الى الحزب ويحمون هؤلاء العلماء هم جميعا –على وجه التحديد- طغاة كبار في حزبنا ينتحلون اسم الحزب وهم اناس لا يقرؤون الكتب والصحف ، ولا يختلطون بالجماهير ، ولا يمتلكون اية معرفة من المعارف ، بل يعتمدون فقط على (التعسف والاستبداد واستخدام النفوذ في كبت آراء الآخرين)" .
ثامنا: طالب واضعو التقرير الموجز بشن "حركة تقويم" ضد اليساريين الثابتين"، وذلك لدافع خفي الا وهو تعكير الماء من اجل الخلط بين الجبهات الطبقية وصرف الانظار عن هدف نضالنا . ان غرضهم الرئيسي في طرح التقرير الموجز بهذه العجلة هو كبت اليساريين البروليتاريين . فقد قاموا خصيصا بجمع المعلومات ضد اليساريين وهاجموهم بشتى الحجج والذرائع ، وسعوا فوق ذلك الى تشديد الهجوم عليهم باسم "حركة التقويم" في محاولة عابثة لتقويض صفوف اليساريين . لقد قاوموا بصورة علنية السياسة التي طرحها الرئيس ماو بكل جلاء والتي تقضي بحماية وتأييد اليساريين والتشديد على بناء وتوسيع صفوف اليساريين، هذا من جهة ، ومن جهة اخرى منحوا ممثلي البرجوازية والمحرفين والخونة الذين تسللوا الى الحزب لقب "اليساريين الثابتين" لاجل التستر عليهم . وهم يحاولون بذلك الهاب غرور اليمينيين البرجوازيين وتحطيم معنويات اليساريين البروليتاريين . ان قلوبهم لتمتلئ حقدا على البروليتاريا وتفيض حبا بالبرجوازية . وهذه هي نظرة الاخاء البرجوازية لدى واضعي التقرير الموجز .
تاسعا: في الوقت الذي بدأت فيه البروليتاريا توا نضالها العنيف الجديد ضد ممثلي البرجوازية في الجبهة الايديولوجية ، مع العلم بأن هذا النضال لم يكن قد بدأ في كثير من الميادين والاماكن ، او قد بدأ ولكن الاكثرية الساحقة من لجان الحزب ما زالت ابعد ما تكون عن تفهم مهمة قيادة هذا النضال العظيم وهي بالتالي ابعد ما تكون عن الجدية والكفاءة في قيادته . في هذا الوقت بالذات جاء التقرير الموجز ليؤكد مرارا وتكرارا على ضرورة وضع النضال "تحت القيادة" وضرورة "الحذر والحيطة" و"التأني والتروي" وضرورة "الحصول على موافقة الهيئة القيادية المعنية" ، كل ذلك يهدف الى تكبيل اليساريين البروليتاريين باطارات معينة وفرض كثير من المحظورات والنواهي عليها بقصد تقييد حركتهم ووضع حواجز وعقبات متلاحقة في طريق الثورة الثقافية البروليتارية . وباختصار فان واضعي التقرير الموجز يتعجلون في كبح هذا النضال لاجل شن هجوم مضاد بغرض الانتقام . ان قلوبهم مثقلة بالحقد تجاه ما نشر من مقالات اليساريين البروليتاريين ردا على مقالات "ثقات" البرجوازية الرجعيين ، اما مقالاتهم التي لم تنشر بعد فقد احتجزوها . وفي الوقت نفسه تركوا الباب مفتوحا على مصراعيه امام جرائدنا والاذاعات والمجلات والكتب والكتب المدرسية والخطب والاعمال الادبية والفنية والافلام السينمائية والمسرحيات والفولكلور الشعبي والفنون الجميلة والموسيقى والرقص ... الخ ، وهم في عملهم هذا لم يدعوا قط الى ضرورة الخضوع للقيادة البروليتارية ولم يطلبوا قط موافقة او اذنا . فيمكن للمرء ان يرى من هذه المقارنة الموقف الذي وقفه في الواقع واضعو التقرير الموجز .
عاشرا: يتمركز النضال حاليا حول مسألة تطبيق ام مقاومة خط الثورة الثقافية الذي رسمه الرفيق ماو تسي تونغ. ولكن يقول التقرير الموجز : "وعبر هذا النضال وعلى هدى افكار ماو تسي تونغ سوف نشق طريقا لحل هذه المشكلة" (اشارة الى "التصفية التامة للافكار البورجوازية في الحقل الاكاديمي"). ان الرفيق ماو تسي تونغ قد شق الطريق منذ وقت طويل امامنا نحن البروليتاريين ، في الجبهة الثقافية والايديولوجية وذلك في مؤلفاته مثل "حول الديمقراطية الجديدة" و "احاديث في ندوة الادب والفن في ينان" و "خطاب الى دار اوبرا بكين في ينان" بعد مشاهدة اوبرا "الاضطرار للالتحاق بمتمردي جبل ليانغشان" و "حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب" و "خطاب في المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني حول اعمال الدعاية" . ولكن التقرير الموجز يرى ان افكار ماو تسي تونغ لم تشق لنا الطريق بعد ، وأنه يجب شق الطريق من جديد . والواقع ان التقرير الموجز يحاول ان يستخدم راية "على هدى افكار ماو تسي تونغ" كستار لشق طريق يخالف افكار ماو تسي تونغ وهو طريق المحرفين المعاصرين او بعبارة اخرى طريق اعادة حكم البرجوازية .
ومجمل القول ان هذا التقرير الموجز يعارض المضي بالثورة الاشتراكية حتى النهاية ، ويعارض خط الثورة الثقافية الذي تنتهجه لجنة الحزب المركزية برئاسة الرفيق ماو تسي تونغ ، ويوجه الضربات الى اليساريين البروليتاريين ويتستر على اليمينيين البرجوازيين وذلك لتهيئة الرأي العام من اجل اعادة حكم البرجوازية . هذا التقرير هو انعكاس للايديولوجية البرجوازية داخل حزبنا . وهو تقرير تحريفي قلبا وقالبا . ان النضال ضد هذا الخط التحريفي ليس اطلاقا بالامر البسيط ، بل هو قضية في الدرجة الاولى من الاهمية يتعلق بها مصير ومستقبل حزبنا ودولتنا وملامحها في المستقبل وكذلك ثورة العالم .
وعلى لجان الحزب من مختلف المستويات ان تتوقف فورا عن تنفيذ "التقرير الموجز الصادر عن اللجنة الخماسية للثورة الثقافية حول المناقشات الاكاديمية الحالية" . وعلى كل الحزب ان يتبع توجيهات الرفيق ماو تسي تونغ ، فيرفع عاليا الراية الكبرى للثورة الثقافية البروليتارية ويفضح فضحا تاما الموقف البرجوازي الرجعي الذي يقفه اولئك "الثقات الاكاديميون" المعادون للحزب والاشتراكية ، ويدحض تماما الافكار البرجوازية الرجعية في الاوساط الاكاديمية والتعليمية وأوساط الصحافة والادب والفن والنشر ، وينتزع سلطة القيادة في هذه المجالات الثقافية . ولتحقيق كل ذلك فانه من الضروري في نفس الوقت نقد ودحض ممثلي البرجوازية الذين تسربوا الى الحزب والحكومة والجيش ومختلف الدوائر الثقافية ، وتطهير هذه الهيئات من هؤلاء الاشخاص مع نقل بعضهم الى اعمال اخرى . وخصوصا لا يجوز ان نأتمنهم على قيادة اعمال الثورة الثقافية ، وفي الواقع ان كثيرا منهم كانوا وما زالوا يقومون فعلا بهذه الاعمال ، وفي هذا يكمن خطر كبير للغاية .
ان ممثلي البرجوازية الذين تسربوا الى الحكومة والجيش ومختلف الدوائر الثقافية هم مجموعة من المحترفين المعادين للثورة ، سوف ينتزعون السلطة السياسية متى نضجت الظروف لذلك فيحولونها من دكتاتورية البروليتاريا الى دكتاتورية برجوازية . وقد عرفنا بعض هؤلاء على حقيقتهم ، والبعض الآخر لم نكشف عن حقيقتهم بعد ، وآخرون منهم يحظون الآن بثقتنا وهم يعدون ليصبحوا خلفا لنا ، فهناك أناس من طراز خروشوف مثلا ما زالوا بيننا ، وعلى لجان الحزب من مختلف المستويات ان تنتبه الى هذا الامر كل الانتباه .
يمكن إرسال هذا الإخطار مع تلك الوثيقة الخاطئة التي وزعتها اللجنة المركزية في 12 شباط 1966 ، الى لجان الحزب على مستوى المحافظات وما فوقها ، ولجان الحزب في الهيئات الثقافية ، ولجان الحزب في القوات المسلحة على مستوى الافواج وما فوقها ، والرجاء من هذه اللجان ان تجري مناقشات حول هاتين الوثيقتين لترى ايهما خاطئة وأيهما صحيحة والى أي مدى تتفهم هاتين الوثيقتين وما هي المنجزات وما هي الاخطاء .
------------------
- المصدر: جان دوبيه ، تاريخ الثورة الثقافية البروليتارية في الصين ( 1965 – 1969)، ترجمة طلال الحسيني ، دار الطليعة للطباعة والنشر ، بيروت ، الطبعة الأولى، نيسان ( أفريل ) 1971، ص.ص. 279 – 286 .