Ok
En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.
Aller au contenu
Le Centre Marxiste-Léniniste d'Etudes, de Recherches et de Formation
الـشــرارة
من الشرارة يولد اللهيب
الشرارة، الأداة النظرية للمركز الماركسي ــ اللينيني
للدراسات و الأبحاث و التكوين
لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية
من أجل خط ثوري ماركسي ــــ لينيني
-
بناء الأحزاب الماركسية – اللينينية
(السياقات، السيرورات، الأفكار والتجارب)
القسم الرابع
I ــــ الحزب البلشفي ينمو ويتصلب عبر محن الحرب العالمية الامبريالية الأولى ومعارك الثورة البروليتارية
عندما اندلعت الحرب الامبريالية الأولى سنة 1914، وحده الحزب البلشفي، الذي أسسه لينين، ظل مخلصا لمبادئ الماركسية ولقضية الأممية البروليتارية. سنتين قبل ذلك، عرف الحزب تطورا عن طريق إتقانه للربط بين العمل اللاشرعي والعمل القانوني، واستطاع أن يهزم التصفويين، وأن يحول العديد من المنظمات الشرعية إلى نقط ارتكاز لنشاطه الثوري، مستعملا بشكل صائب منبر الدوما، بل أصدر جريدة يومية قانونية تحت اسم "البرافدا"، التي دعمتها الجماهير العمالية.
خلال السنوات الأولى من الحرب، استطاع المناشفة والاشتراكيون الثوريون أن يبسطوا هيمنتهم على السوفياتات (مجالس العمال)، لكن الوضعية العامة للشعب الروسي كانت تسير نحو الأسوأ، فبدأ نشاط البلاشفة يعطي ثماره، وفي يومي 26 و 27 فبراير 1917، بعد أسبوع من الإضراب، انطلقت إضرابات عمالية عنيفة، عرفت مواجهات دامية بين العمال و رجال القمع من بوليس و جيش، و انتهت بانتصار الثورة الديموقراطية البورجوازية. وبينما كان البلاشفة يتحملون مسؤولية قيادة المعارك الشعبية والثورية، كان المناشفة مهتمين بربح مقاعد مندوبي السوفياتات، كان لينين ما زال مقيما في المنفى، بينما كان ستالين و سفيردلوف في منفاهما في سيبيريا.
كان الحزب البلشفي في هذه الفترة يضم 40 ألف إلى 45 ألف عضوا، وعندما عقد ندوته السابعة في 24 أبريل سنة 1917 (أول ندوة قانونية) أصبح عدد أعضائه 80 ألف. عاد لينين من المنفى وأطلق شعاره الشهير "كل السلطة للسوفياتات" واضعا بذلك مسألة السلطة البروليتارية في جدول أعمال الحزب، فأصبح الحزب يوجه نشاطه نحو إعداد الانتفاضة البروليتارية المسلحة.
لقد انعقد آخر مؤتمر للحزب قبل الثورة في 1907 (المؤتمر الخامس) و من 26 يوليوز إلى 3 غشت 1917، عقد الحزب البلشفي مؤتمره السادس، حيث كان مندوبو المؤتمر يمثلون 240 ألف عضو، وعرف المؤتمر صراعا قويا بين اتجاهين وخطين، يدعو الأول إلى تفجير الثورة البروليتارية، وهو موقف لينين بينما يدعو الثاني لتأجيلها، وكان ستالين و سفيردلوف (اللذان عادا من سيبيريا) إضافة إلى مولوطوف و أورديجونوكيدجي يدافعون عن موقف لينين، ولم يحضر لينين المؤتمر لأنه كان مبحوثا عنه من طرف البوليس الروسي، حيث التجأ إلى الاختفاء في بعض المناطق النائية، ودار صراع قوي بين أنصار لينين ودعاة التأجيل خاصة كامينيف و زينوفييف، كما دار صراع ضد بوخارين و تروتسكي، الذي كان يدعو إلى فكرة تسليم لينين لنفسه للمحكمة.
1 – المؤتمر السادس وقراراته:
صادق المؤتمر السادس للحزب البلشفي على قانون أساسي جديد للحزب، مدعما لتسيير الحزب على أساس مبادئ وقواعد المركزية الديموقراطية.
إن هذا القرار يعتمد على خط إيديولوجي وتنظيم قوي، ويحتوي على البنود التالية:
أ- انتخاب كل الهيئات القيادية للحزب
ب- تقديم تقارير دورية للهيئات القيادية للحزب أمام تنظيماتها القاعدية
ج – انضباط حديدي في الحزب، وخضوع الأقلية للأغلبية
د – التزام، واحترام، وتطبيق كل قرارات الهيئات العليا من طرف الهيئات الدنيا وكل أعضاء الحزب.
وفي نهاية المؤتمر أصدر الحزب البلشفي بيانا إلى العمال والجنود والفلاحين، انتهى بالنداء التالي:
" يا رفاق الكفاح، استعدوا للمعارك الجديدة! وبحزم وشجاعة وهدوء وبدون السقوط في الاستفزاز، راكموا القوى، انتظموا في فرق الكفاح! تحت راية الحزب أيها البروليتاريون والجنود! تحت رايتنا يا مضطهدي الأرياف".
لقد كان المؤتمر السادس آخر مؤتمر قبل اندلاع ثورة 25 أكتوبر 1917.
وعندما حلل ستالين أسباب انتصار الثورة الاشتراكية كتب قائلا:
"... كان هناك على رأس الطبقة العاملة هذا الحزب الذي حنكه النضال السياسي، إنه الحزب البلشفي. وحده حزب كالحزب البلشفي، جريء بما يكفي لقيادة الشعب في الهجوم الحاسم، وحذر بما يكفي لتلافي المزالق من كل نوع، التي تنتصب في طريق النصر، وحده حزب من هذا النوع بإمكانه أن يذيب بطريقة حكيمة وحصيفة، في موج ثوري واحد، حركات ثورية متنوعة من قبيل الحركة الديموقراطية من أجل السلم، الحركة الديموقراطية الفلاحية من أجل انتزاع الأراضي الإقطاعية، الحركة الثورية الوطنية للشعوب المضطهدة المناضلة من أجل المساواة القومية، وكذلك الحركة الاشتراكية للبروليتاريا من أجل قلب البورجوازية ومن أجل إنشاء دكتاتورية البروليتاريا.
إنه لمن الواضح أن مثل هذا الاندماج لتيارات ثورية مختلفة في موج ثوري واحد وقوي، هو الذي حسم مصير الرأسمالية في روسيا" ("تاريخ الحزب الشيوعي البلشفي" ستالين).
2 – ستالين، وصياغة المبادئ اللينينية لحزب من طراز جديد
أدمج المؤتمر السادس للحزب في صفوفه، تروتسكي وأنصاره، وذلك في سياق صعود الثورة البروليتارية، الشيء الذي ساهم في عدم إدراك مندوبي المؤتمر خطورة هذا القرار على مسار الحزب، فتروتسكي كان يعارض لينين وستالين في كل المسائل قبل وخلال وبعد الثورة، فانطلاقا من 1918، ساهم في تشكيل جماعة ستسمى "الشيوعيون اليساريون" وكان لذلك عواقب خطيرة على مسار الثورة، فالمواجهات التي دارت داخل الحزب حول السلم في ألمانيا، والتي كاد لينين فيها أن يصبح أقلية، في وقت كان فيه يحظى بدعم كبير من قواعد الحزب. وكان هذا الحدث مناسبة لعقد المؤتمر السابع يوم 6 مارس 1918، وفي هذه اللحظة كان الحزب يضم 270 ألف عضو، ونتيجة التسرع في تنظيم المؤتمر، فلم يمثل نصف أعضاء الحزب في المؤتمر، ومع ذلك فاز لينين على خصومه أمثال تروتسكي و بوخارين وغيرهم، وقبل المؤتمر أن يمضي الحزب اتفاقية سلام "بريست- ليتوفسك" ب ثلاثين صوتا ضد 12 صوتا، وأربعة ممتنعين عن التصويت، وقرر المؤتمر كذلك، باقتراح من لينين تغيير اسم الحزب، ليصبح "الحزب الشيوعي (البلشفي) لروسيا" وذلك انطلاقا من أن هدف الحزب هو الشيوعية.
بعد انتصارهم على ألمانيا في الحرب، قام الحلفاء الامبرياليون باعتداء عسكري على بلد السوفياتات، وذلك بتحالف مع القوى المعادية للثورة في روسيا، ودامت الحرب الأهلية ضد الشعوب السوفياتية ثلاث سنوات، واستطاع الجيش الأحمر سحق الأعداء وإنقاذ البلد والثورة.
لقد قام ستالين بشرح كيفية تحقيق هذا الانتصار:
" ... لقد انتصر الجيش الأحمر لأن نواته القائدة، سواء في المؤخرة أو في الجبهة كانت الحزب البلشفي الملتحم بتماسكه وانضباطه، القوي بروحه الثورية وإرادته في تقديم التضحيات من أجل انتصار القضية المشتركة، حزب لا نظير له فيما يخص قدرته على تنظيم الجموع وقيادتهم بطريقة حكيمة في وضع معقد" (نفس المرجع السابق).
في يوم 21 يناير 1924 توفي لينين، الذي أنهكه عمر كامل من الأعمال الشاقة والمجهودات، التي تجاوزت كل الحدود، فانهارت صحته، واضطر قبل وفاته إلى تقليص نشاطه ابتداء من خريف 1922. وبعد وفاته، وأمام المؤتمر الثاني للسوفياتات اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، أي يوم 26 يناير 1924، قام ستالين بإلقاء خطاب جاء فيه:
"أيها الرفاق، إننا نحن الشيوعيون أناس من طينة خاصة، مفصلين من ثوب خاص. نشكل جيش، الاستراتيجي البروليتاري الكبير، جيش الرفيق لينين، ليس هناك أسمى من شرف الانتماء لهذا الجيش، ليس هناك أسمى من لقب عضو الحزب، الذي يشكل لينين مؤسسه وقائده، ليس في متناول الجميع مقاومة التحديات والعواصف، التي تتولد عن الانتماء لهذا الحزب. إن أبناء الطبقة العاملة، أبناء الحاجة والنضال، الحرمان بدون اسم، والمجهودات البطولية، إنهم هؤلاء، الذين قبل كل شيء يجب أن يكونوا أعضاء هذا الحزب، هكذا لماذا حزب اللينينيين، حزب الشيوعيين، ما زال يسمى حزب الطبقة العاملة.
بمغادرته لنا، أمرنا الرفيق لينين برفع عاليا، والحفاظ على صفائه، اللقب المجيد لعضو الحزب. إننا نقسم أيها الرفيق لينين بأننا سننجز بشرف إرادتك ...".
بعد موت لينين، قام ستالين بتقديم حصيلة أعمال لينين، ومما جاء في ذلك صياغة ستالين للمبادئ اللينينية لحزب من طراز جديد، أول حزب ماركسي – لينيني في التاريخ.
قدم ستالين عمله في محاضرات ألقاها في جامعة سفيردلوف، وفي الجلسة الثامنة خصص ستالين محاضرته لمسألة الحزب عند لينين، فقدم تلخيصا تركيبيا لأفكار لينين في هذا الموضوع، حيث جاء في كتابه "مبادئ اللينينية" أن:
"الاعتقاد بأن هذه المهام الجديدة (مهام الحزب البلشفي) بالإمكان إنجازها عن طريق قوى الأحزاب الاشتراكية الديموقراطية القديمة، التي تربت في الظروف السلمية للبرلمانية، هي السقوط في اليأس الذي لا قرار له، في الهزيمة التي لا يمكن تلافيها. إن البقاء بمثل هذه المهام في الأيدي مع أحزاب قديمة في المقدمة، هو حالة عدم التسلح الكامل ..."
وفي سياق هذه الخلاصات، بين ستالين أن الحزب اللينيني يستجيب لضرورة حزب من طراز جديد، فالحزب اللينيني الثوري يجب أن يكون:
1 ــــ حزبا يشكل فصيلا طليعيا للطبقة العاملة.
2 ــــ على الحزب أن يكون فصيلا منظما للطبقة العاملة.
3 ــــ على الحزب أن يكون الشكل الأسمى لتنظيم الطبقة البروليتارية.
4 ــــ على الحزب أن يكون أداة دكتاتورية البروليتاريا.
5 ــــ على الحزب أن يتأسس على وحدة الإرادة، التي لا تتوافق مع وجود التيارات.
6 – الحزب يتقوى بتطهير نفسه من العناصر الانتهازية.
هكذا، ومع لينين منظرا لمسألة الحزب الثوري، نجد أن المفهوم النظري للحزب من طراز جديد، والذي تم تطويره، انطلاقا من التجربة التاريخية الملموسة للحركة البروليتارية الثورية قد وصل مستوى أعلى. وهذا من العناصر التي ستساهم في جعل اللينينية مرحلة ثانية في تطور الماركسية الثورية، مرحلة الثورة الاشتراكية في عصر الإمبريالية.
علي محمود