Ok
En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.
Aller au contenu
Le Centre Marxiste-Léniniste d'Etudes, de Recherches et de Formation
الـشــرارة
من الشرارة يولد اللهيب
الشرارة، الأداة النظرية للمركز الماركسي ــ اللينيني
للدراسات و الأبحاث و التكوين
لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية
من أجل خط ثوري ماركسي ــــ لينيني
-
جواب أولي على أنفير خوجة
بصدد كتاب
"الإمبريالية والثورة"
الحلقة الرابعة
الفصل الثالث
هل الحزب الشيوعي استثناء في الديالكتيك؟
يستحق السؤال أن يطرح عندما نقرأ الانتقادات الموجهة من طرف أنفير خوجة إلى ماو حول مسألة "صراع الخطوط" والتناقضات الداخلية، إلى تنظيم الطليعة.
I – ماو، مراجعة وتصحيح
"إن ماو تسي تونغ نفسه تبنى ضرورة وجود خطين في الحزب".
هذه الآراء تتعارض تماما مع التعاليم اللينينية حول الحزب الشيوعي كفصيل منظم وطليعة، التي يجب أن تكون مسلحة بخط وحيد و وحدة فكر و ممارسة فولاذية" ص 421.
يوجد مرة أخرى في هذا العرض تزوير لموقف ماو حول مسألة تشكل واحدة من إسهاماته الأساسية. كتب ماو:
"إن المعارضة والصراع بين المفاهيم المختلفة تظهر باستمرار في وسط الحزب، إنها الانعكاس داخل الحزب لتناقض الطبقات (التناقضات الطبقية والتناقضات بين الجديد والقديم القائم وسط المجتمع" (مجلد 1، ص354).
"نغني الأممية منذ خمسين سنة، وفي حزبنا، حصل أن أناسا يبحثون عشرات المرات عن خلق الانشقاق. في نظري، فهذا يمكن أن يتكرر عشر مرات، عشرين مرة، ثلاثين مرة، ألا تظنون ذلك؟".
ليس موقف ماو هو أن الشيوعيين عليهم "خلق" أو "تمني" أن تكون هناك عدة خطوط داخل الحزب.
إن الحزب لا يعيش فوق المجتمع، فهو في معمعانه (في قلبه)، وتنعكس بالضرورة داخله التناقضات الموجودة داخل المجتمع. إن صراع الخطوط (الأفكار، الآراء) بين الماركسية والانتهازية، هو الانعكاس وسط الحزب للتناقض الذي يوجد داخل المجتمع الاشتراكي بين البورجوازية والبروليتاريا. إنها توجد في استقلال عن إرادتنا.
لا "يدافع" ماو عن صراع الخطوط، ولكنه يحلل هذا الصراع كانعكاس داخل وعي الناس لظاهرة موضوعية. لا يمكننا أن نكون "مع أو ضد" شيء يوجد في استقلال عن إرادتنا. لا يمكن إلا أن نتعلم كيف نعرف لكي نغير.
إن أنفير خوجة يقوم بمعارضة وحدة الحزب، الذي سيكون هو بطلها، بصراع الخطوط، حيث يقوم ماو بدور المحرض عليها. إن هذا الشكل في طرح السؤال يعتبر ميتافيزيقيا:
"وحدة الحزب، و وحدة الحزب مع الشعب، هذا هو، للوصول إلى نهاية وضعيات صعبة، كنزان لا يقدران بثمن، والذي يجب على كل رفاق الحزب الحفاظ عليهما بكل عناية" ماو، "بيكين أنفورماسيون"، عدد 29، 1972.
يمكن أن نورد عشرات النصوص، يتحدث فيها ماو عن وحدة الحزب الشيوعي الصيني وضرورتها، وقد قاد عبر تاريخ الثورة الصينية عشرات الصراعات، كبيرة وصغيرة من أجل وحدة ماركسيي – لينينيي الحزب الشيوعي الصيني وضد الانتهازية. إذن هو ليس مؤيدا لا للانقسامات، ولا هو خصم حزب من النوع اللينيني، فما لا يفهمه أنفير خوجة، هو الظروف التي تتحقق فيها وحدة الحزب.
إن الحزب هو وحدة الأضداد كما هو الحال بالنسبة لكل ظاهرة، و وحدة الحزب تتحقق عن طريق صراع هذه الأضداد: إنه القانون العام للديالكتيك، و لا يمكن أن يكون هناك لأي حزب شيوعي وحدة تم إنتاجها بشيء آخر غير صراع الخطوط داخله.
إن الحديث عن وحدة الحزب أمر صحيح جدا، إذا أردنا أن نشير انطلاقا من هنا إلى "الهدف" الذي يتبعه الشيوعيون بدون انقطاع، بالنضال ضد الأفكار والاتجاهات الخاطئة، لكنه أمر خاطئ جدا.
إن التأكيد من جانب واحد على "الوحدة" من أجل تمييز حياة الحزب نفسه، و وحدة الأضداد مشروطة، عابرة ونسبية، بينما صراع الأضداد هو مطلق. إنه قانون عام في الديالكتيك الذي يطبق على الحزب. يعني هذا أيضا، أن وحدة الحزب تتحقق، في مرحلة محددة، كنتيجة للصراع بين الماركسية والتحريفية إلى مستوى معين، وبمجرد ما تتحقق هذه الوحدة يتطور صراع جديد، الذي سينتهي بوحدة من مستوى أعلى "وحدة – نقد - وحدة"، ذلك هو القانون الأساسي لبناء الحزب وحياة الحزب نفسها.
يعارض أنفير خوجة ماو بأطروحة ستالين حول "الحزب المونولوتيكي" (ص 422): بدون إنكار مزايا ستالين في الدفاع عن دكتاتورية البروليتاريا في الاتحاد السوفياتي، يجب الاعتراف جيدا أن هذه الأطروحة خاطئة ولا تتناسب مع المادية التاريخية، التي، زيادة على ذلك، يبين التاريخ أنها كانت خاطئة: هذا الحزب "المونولوتيكي" ألم ينتج عصابة بأكملها من التحريفيين، اللذين وضعوا خروتشوف في السلطة؟
طبعا، فإن الهجوم على أطروحات ماو الماركسية – اللينينية لا يمكن أن تتم "من الخارج"، بإنكار بشكل فظ، حتى بوجود صراع داخل الحزب كانعكاس لصراع الطبقات. إن الهجوم إذن، يمارس "من الداخل"، إنه خفي وصعب على الإدراك. وبما أن كتاب أنفير خوجة كاريكاتوري للغاية حول هذا الموضوع، فيجب الرجوع إلى العدد 1 – 1978 من "ألبانيا اليوم"، حيث عولجت المسألة من طرف ن. بلاساري.
في هذا المقال "يعترف" بلاساري بوجود صراع الطبقات داخل الحزب، لكنه يبتعد عن التحليل الماركسي – اللينيني لماو حول هذا الصراع. هذا المقال سنتفحصه الآن من أجل معالجة المسألة في العمق:
II – من أين يأتي صراع الخطوط؟
في هذا المقال، فالصراع داخل الحزب ليس مرتبطا بشكل منهجي بالظروف الموضوعية التي تجعله حتميا في المجتمع الاشتراكي. بطبيعة الحال، قيل أنه يجب ربط الصراع داخل الحزب بصراع الطبقات داخل المجتمع، لكن صراع الطبقات هذا لا ينظر إليه إلا كصراع ضد بقايا المجتمع القديم الغريب عن الاشتراكية. لم يتم التعامل، في أي وقت من الأوقات، وجها لوجه مع الأطروحة، التي بحسبها أن الاشتراكية كمجتمع انتقالي نحو الشيوعية يتضمن – بالتعريف- وليس بتغيير مبادئها ببقايا الرأسمالية مثل القانون البورجوازي، اللامساواة، والاختلافات بين المدينة والريف، العمل اليدوي والفكري، عمال وفلاحين إلخ ...
يتم طرح أقل من تلك الأطروحة التي وفقا لها تنتج إلى حد ما داخل المجتمع الاشتراكي هذه البقايا من عناصر بورجوازية، التي تتجه نحو تشكيل خط يذهب نحو توسيع اختلافات وعدم مساواة[1].
هذه هي القواعد الموضوعية، التي تشكل حسب ماو، المنبع الأول لصراع الخطوط داخل الحزب، بعد تحويل ملكيات وسائل الإنتاج. لعدم وجود تمسك بهذا التحليل العلمي، يقدم الكاتب الصراع الداخلي في الحزب كأنه وجد منبعه (مصدره) في بقايا من نوع إيديولوجي صرف[2]، أو في "تسربات" أعداء طبقيين يثيرها الخارج، وليس أبدا في صراع الطبقات داخل المجتمع.
"كما نعلم ذلك، مرة مرة يخرج أعداء وخونة من صفوف الحزب لم يكونوا يمثلون إلا عددا قليلا، لكن الخطر الذي يشكلونه مع ذلك كان عظيما.
إن الخطر لم يأت لا من عددهم، ولا من دعم محتمل وجد داخل الحزب وداخل الشعب، لأنهم لم يستفيدوا من هذا الدعم. إن كانوا وضعوا الحزب، ودكتاتورية البروليتاريا، والنظام الاشتراكي في مجموعه في خطر، فقد نجحوا، انطلاقا من المهام الأساسية التي تقلدوها في الأجهزة القيادية للحزب، في السلطة، في الاقتصاد وفي الجيش، وضعوها في خطر أيضا لكونهم كانوا عملاء أعداء الخارج".
إن هذا التفسير خاطئ، فالخطر يأتي بالتحديد من أولئك اللذين يحصلون على سند من الداخل، من حقيقة، أنه حتى وإن كان المجتمع اشتراكيا فما زال مجتمعا تتصارع فيه الطبقات. من حقيقة، أنه خلال الانتقال من الرأسمالية إلى الشيوعية، يستمر في المجتمع نفسه بقايا المجتمع الرأسمالي، وبشكل لا يمكن تفاديه، تتجه عناصر بورجوازية وسط الحزب إلى توسيع هذه "البقايا" وتطويرها، ويشكلون بهذا الهدف خطا سياسيا من أجل استعادة السلطة والذهاب بهذا التطور إلى الإعادة التامة للرأسمالية.
إذا فصلنا بهذه الطريقة ظهور اتجاهات انتهازية داخل الحزب عن أساسها الموضوعي داخل المجتمع نفسه، فلا يمكننا إعطاء تفسير علمي للصراع داخل الحزب، هذا سيقودنا إلى تفسير هذه الظاهرة بشكل مثالي ميتافيزيقي، يعني أنهم إما "خونة"، وأنهم كانوا كذلك دائما، وأنهم "تسربوا" عن عمد من أجل تقويض الحزب، أو أنهم جواسيس، عملاء الخارج. إن المقال لا يفلت من هذه التفسيرات السطحية.
سنرى أن الأمر يتعلق "فقط" بتفسير سطحي وجزئي يهم العلاقات بين الحزب والمجتمع الاشتراكي، بل بمجموعة من المفاهيم والمجتمع والحزب.
III – طريق أو خط: مشكل ذو دلالة
يجب ربط هذا التحليل الخاطئ بالتمييز الماكر، الذي يدخله حزب العمل الألباني بين "صراع بين طريقين" و "صراع بين خطين":
" لا يجب الخلط بين الصراع بين طريقين والصراع بين خطين، فالصراع بين الطريق الاشتراكي والطريق الرأسمالي للتطور، الذي يشمل أيضا الصراع بين الإيديولوجية البروليتارية والإيديولوجية التحريفية هو قانون موضوعي، بينما الصراع بين خطين سياسيين متعارضين فهو ظاهرة ذاتية، التي تظهر وتتطور في ظروف محددة عندما يسمح الحزب بأن تخلق تيارات تقسيمية خطا معاديا للماركسية وسطه".
إن المسألة هنا مضببة: بالفعل، سواء كانت أفكارا، طرقا أو خطوطا، فإن الأمر يتعلق دائما بظواهر ذات طبيعة ذاتية. إن التعارض بين "القانون الموضوعي" و"الظاهرة الذاتية" هو من الناحية النظرية أمر لا معقول، فإن ما هو مطروح، هو معرفة ما إذا نعم أم لا، أن صراع الأفكار والطرق أو "الخطوط السياسية المتعارضة" هو انعكاس داخل الحزب لظواهر موضوعية، وبالتالي يتعلق الأمر بمعرفة ما إذا نتجت هذه الصراعات لا محالة باستقلال عن إرادتنا. عن هذه الأسئلة، يجيب ن. بلاساري كالتالي:
"يوجد خطر كبير ودائم لخلق تيارات تقسيمية وخطوط متعارضة معادية للماركسية في صفوف حزب الطبقة العاملة. لكن (...) ولادة وتبلور مثل هذه التيارات ومثل هذه الخطوط ليس أمرا حتميا".
بالنسبة للكاتب إذن، يمكن أن تظهر وسط الحزب أفكار مختلفة وآراء متباينة، باختصار، تناقضات غير عدائية من طبيعة إيديولوجية بالأساس. هذا لا يمكن تلافيه، لكن "ولادة وتشكل" اتجاهات وخطوط متعارضة فهذا أمر ليس ممكنا عدم تلافيه: إذا نتج ذلك فلإن الحزب ارتكب أخطاء فادحة. كيف يمكن الحسم في هذه المسألة؟
لا يمكن حسم هذه المسألة إلا بطريقة واحدة: حسب الصورة التي عندنا عن المجتمع الاشتراكي نفسه. خارج أي تمييز حاذق و بدون معنى كبير حتى، لو أخذنا بعين الاعتبار فقط معنى الكلمات، بين "طريق" و "خط"، فإن كاتب المقال يعبر عن تحليل للحزب وثيق الصلة بمفهومه للمجتمع نفسه.
إن كل أنواع التناقضات التي توجد في المجتمع الاشتراكي، والتي لها، بدرجات مختلفة، انعكاساتها داخل الحزب الشيوعي: قادة – مقودين، عمال – فلاحين، شباب وشيوخ، إلخ ... كل هذه التناقضات هي من طبيعة غير عدائية، وتنعكس بالضرورة داخل الحزب على شكل أفكار مختلفة وتنوعات وآراء ... وإذا كانت هذه التناقضات غير العدائية بطبيعتها، قد تصل إلى إنتاج خطوط واتجاهات عدائية داخل الحزب، فهذا بدون شك الحجة عل أن الحزب لم يعالجها بشكل صحيح.
في هذه الحالة، فالعدائية وصراع الخطوط المتعارضة ليس حتميا شريطة ألا يرتكب الحزب أخطاء فادحة. لكن هل يوجد في المجتمع الاشتراكي تناقض عدائي بالطبيعة؟ نعم، التناقض بين البورجوازية والطبقة العاملة هو عدائي، وهو التناقض الرئيسي للمجتمع الاشتراكي. إن انعكاس هذا التناقض داخل الحزب ينتج بالضرورة تعارضات في الخطوط، بل حتى اتجاهات في بعض اللحظات، وهذا في نفس الوقت يعود إلى طبيعة هذا التناقض وإلى مكانة الحزب في المجتمع الاشتراكي، باعتباره الحزب القائد الوحيد، فيصبح النقطة الأكثر حساسية للصراع بين البورجوازية والطبقة العاملة.
إنه لمن الحتمي، خلافا لما يؤكده أنفير خوجة و ن. بساري، فإن تناقضا عدائيا في المجتمع، ينتج في ظروف محددة، تناقضات عدائية داخل الحزب، ما عدا إذا اعتبرنا الحزب كجسم غريب عن المجتمع، إنه قانون موضوعي[3].
عندما ينكر كتاب ن. بساري وكتاب أنفير خوجة التناقض العدائي وسط الحزب كانعكاس للتناقض داخل المجتمع، فعلينا إذن، أن نربط رأيهما حول مسألة الحزب، بالتحليل الذي يقدمونه عن المجتمع الاشتراكي.
بتعبير آخر، إن التناقضات العدائية وسط الحزب، باعتبارها قانونا موضوعيا، يمكن أن يكون ببساطة نتاج نفي التناقضات العدائية داخل المجتمع الاشتراكي، وليس فقط خطئا جزئيا حول العلاقة بين الحزب والمجتمع الاشتراكي، الذي تم تحليله بشكل صحيح. لا شيء إذن، يمنعنا من تقريب أطروحات أنفير خوجة حول الحزب من تحليل الطبقات في المجتمع الاشتراكي، والحال أن حزب العمل الألباني يقدم هكذا تحليل:
"لدينا مجتمع يتشكل من طبقتين صديقتين (الطبقة العاملة والفلاحون الاشتراكيون) ومن فئة المثقفين، التي تتميز علاقاتها بالتحالف والتعاون والمساعدة المتبادلة" راميز عالية في "ألبانيا اليوم"، 2/1976.
"بشكل موازي لتحالف الطبقة العاملة والفلاحين التعاونيين، والذي على أساسه تأسست دولتنا الاشتراكية، هناك الإشارة (في الدستور الألباني) إلى أن الجمهورية تعتمد على وحدة الشعب، بالإضافة إلى الإشارة إلى فكرة الوحدة، يتم إبراز خصوصية هامة جدا لمجتمعنا الاشتراكي، والذي تميزه عن المجتمع البورجوازي، الذي يوجد في حالة انقسام وتنخره تناقضات عدائية. إن هذه الوحدة هي واقع في ألبانيا الجديدة الاشتراكية، إحدى الانتصارات اللامعة للاشتراكية وللحزب، قوة كبيرة محركة وجديدة للمجتمع". نفس المرجع. يظهر واضحا من هذه المقتطفات[4] أن كل طبقة، وكل تناقض عدائي، قد اختفى من التحليل، الذي يقوم به حزب العمل الألباني لألبانيا الاشتراكية.
كيف يمكن لنا في هذه الظروف أن نتعجب من أن ن. بلاساري و أنفير خوجة يقدمان تحليلا خاطئا للحزب في ظل الاشتراكية؟ فإذا لم يكن هناك تناقضات عدائية داخل المجتمع، فمن الواضح إذن أن الحزب لا يمكنه أن يعكس إلا تناقضات غير عدائية.
إن هذا التحليل الخاطئ للمجتمع وللحزب، يضع حزب العمل الألباني في وضع معقد: فكيف يمكن تفسير، أنه داخل المجتمع تجري صراعات طبقية حادة (هذا لا يعترف به حزب العمل الألباني) وفي نفس الوقت الإنكار الجدري لوجود البورجوازية أو التناقض العدائي بشكل عام؟
يمكننا على قاعدة هذا التحليل الخاطئ، إعادة إنتاج الأخطاء الموجودة منذ القديم داخل الحركة الشيوعية العالمية، والتي تتمثل في رؤية العدو في الخارج أو على شكل عملاء الخارج.
إن هذا التفسير المناهض للتحليل العلمي الذي أشرنا إليه أعلاه (انظر II). إن هاته الأخطاء هي خطيرة جدا ولا يمكنها إلا أن تفقد حزب العمل الألباني سلاحه، وكذا الشعب الألباني في نضالهما ضد البورجوازية القديمة والجديدة.
خلال الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى أشار ماو تسي تونغ:
"إننا نخوض الثورة الاشتراكية ولا نعرف حتى أين توجد البورجوازية".
ألا تنطبق هذه الملاحظة بشكل عجيب على أنفير خوجة و ن. بلاساري، وكذلك حزب العمل الألباني؟
V I - ماو تسي تونغ يستخلص دروس تاريخ الحركة الشيوعية العالمية
لأن أطروحات أنفير خوجة حول العلاقات بين الحزب والمجتمع الاشتراكي، وحول لا حتمية صراع الخطوط داخل الحزب، ليس فقط تكذبها النظرية الماركسية – اللينينية، بل أكثر من ذلك تم تكذيبها من طرف كل تاريخ الحركة العمالية، كل تاريخ المنظمات والأحزاب البروليتارية، يبين أنه باستمرار، مرت بصراع خطوط، بصراع بين الماركسية والتحريفية، فلم يكن أي حزب استثناء.
في بعض الأوقات متعددة نسبيا، تشكلت علاوة على ذلك اتجاهات وحدثت انقسامات. ليست هناك حاجة لإثبات ذلك فيما يتعلق بتاريخ الحزب البلشفي، لقد خاض لينين صراع خطوط لا ينقطع من أجل الحفاظ على الخط الماركسي – اللينيني وسحق الخطوط الانتهازية، ضد "الاقتصادويين"، المناشفة، "التصفويين" "الباحثين عن الله"، التروتسكيين، "شيوعيي اليسار"، المعارضة العمالية إلخ ...
حتى بعد وفاة لينين، وحتى بعد أن ارتكب ستالين الخطأ الذي أشرنا إليه حول "الحزب المونولوتيكي" وحول تحليل التناقضات الداخلية للمجتمع الاشتراكي، فصراع الخطوط، وفي بعض الأحيان تشكيل اتجاهات انتهازية، ظل كذلك موجودا.
هذه حقائق لا تقبل الدحض، وجدارة ماو هي بالضبط كونه استخلص الدرس العام، مصححا المفاهيم الخاطئة بقوة وسط الحركة الشيوعية العالمية.
لقد تطورت داخل الحزب الشيوعي الصيني صراعات خطوط عديدة، هذا معروف، لكن أنفير خوجة بعيدا عن تحليل هذه الخطوط، كخطوط سياسية ثمينة بالنسبة للبروليتاريا العالمية باعتبارها تجارب، فهو يعرض أكبر ازدراء لهذه "النزعة التكتلية". إن القيام بذلك يبقى في شكل الظاهرة، ويمكن أن يستنتج منها مذهبا واحدا صالحا، بينما بالنسبة لمقالة ن. بلاساري فهو يدعي أن حزب العمل الألباني لم يعرف أبدا مثل صراع خطوط واتجاهات هذه. هل سيكون حزب العمل الألباني استثناء لقانون عام لحياة الأحزاب الشيوعية؟ طبعا لا، على الرغم من أن ن. بلاساري كتب:
"إن آخر المجموعات العدوة، كما هو الحال بالنسبة لسابقاتها، تم اكتشافها وإبادتها قبل أن تبدأ في التبلور في اتجاهات وفي خطوط متعارضة، تحريفية داخل الحزب".
إنه من السهل ملاحظة أن حزب العمل الألباني لم يفلت من القاعدة. إن هذه التصريحات ترمي فقط، إلى إدخال الواقع بقوة في سترة نظرية خاطئة. في نفس المقال، في العشرين سطر إلى الأعلى، يمكن أن نقرأ أن المجموعات التي تمت تصفيتها:
" كانت تعتزم أيضا، بمساعدة الخونة في الجيش، تنظيم انقلاب عسكري، كان يجب أن يكون مدعما بتدخل عسكري خارجي".
أليس هناك اتجاهات ولا خطوط تشكلت؟
إذا كانت التصفية العنيفة للوزراء، أعضاء المكتب السياسي، واللجنة التنفيذية لحزب العمل الألباني لا يشكل برهانا على وجود خطوط مريرة واتجاهات أيضا داخل حزب العمل الألباني، فأي براهين بليغة يجب تقديمها؟
إنه بالضبط، هذه التجربة التاريخية هي ما قام ماو بتركيبها، فقد صرح أنه:
"خارج حزب معين، توجد أحزاب أخرى، وداخل نفس الحزب هناك اتجاهات، وكان الأمر دائما كذلك".
ترجمة: جميلة صابر
يتبع بحلقة خامسة
الهوامش
[1] انظر حول هذه النقطة كراستنا : "دكتاتورية البروليتاريا، الانتقال الوحيد نحو الشيوعية" .
مقالة "ألبانيا اليوم" التي ننتقدها هنا ستستحق مزيدا من التطوير. إننا نتمسك هنا بالانتقادات الأساسية، لكن الخاصية العامة لهذا المقال كونها "الانتقائية" تشير على القارئ أن يرى في انتقاداتنا، ليس إدانة ل "الذي لم يقال" في هذا المقال لأنه بالضبط كل شيء قيل، لكن إدانة للمكان الذي تحتله بعض الأطروحات و خاصة العلاقات بين الظواهر كما يعرضها المقال. يعرض المقال مسألة الصراع الداخلي في الحزب بهذا الشكل "هذا مهم ... لكن هذا أيضا "بدون نسيان هذا المظهر ..." بينما على التحليل الماركسي بالضبط أن يوضح العلاقات بين الأشياء و "المظاهر".
[2] وجب تسجيل أن الأطروحة، التي بحسبها أن الصراع داخل الحزب هو، بالأساس، صراع إيديولوجي ليس بالجديد. كان هذا بالفعل التفسير الذي قدمه ليو شاوشي لظهور صراعات داخل الحزب: "في الجوهر والمحتوى هي في العمق صراع إيديولوجي" (أخبار بكين، عدد 46، 1968).
[3] لا يتعلق الأمر هنا بطبيعة الحال بالادعاء بأن الحزب هو المرآة الصحيحة للمجتمع الاشتراكي، تظهر التناقضات داخل الحزب بشكل مختلف عما في داخل المجتمع.
في المقام الأول تظهر على ساحة الماركسية – اللينينية، تحت شكل ماركسية – لينينية مقتضبة (مقطوعة)، مخففة، إنها التحريفية، لكن التناقض في العمق بين الماركسية والتحريفية داخل الحزب هو انعكاس للتناقض بورجوازية – طبقة عاملة. وفي المقام الثاني، فالقواعد، انتقاء الأعضاء، تطهير الحزب من العناصر المتذبذبة والتي لا يمكن إصلاحها. كل هذا يعمل على أن الحزب ليس مرآة للمجتمع، بل منظمة طليعية. لكن أن يتم التصور أو حسب قاعدة معينة أو بتطهير جدري، سيمنع هذا صراع الخطوط من التواجد كانعكاس للتناقض بين البورجوازية والطبقة العاملة، فذلك مثالية خالصة.
[4] يمكن إيراد عشرات الأقوال مشابهة مأخوذة من نصوص حزب العمل الألباني ولا يتعلق الأمر بتاتا بأقوال معزولة.