Ok
En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.
Aller au contenu
Le Centre Marxiste-Léniniste d'Etudes, de Recherches et de Formation
الـشــرارة
من الشرارة يولد اللهيب
الشرارة، الأداة النظرية للمركز الماركسي ــ اللينيني
للدراسات و الأبحاث و التكوين
لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية
من أجل خط ثوري ماركسي ــــ لينيني
يقدم موقع الشرارة الماركسي ــ اللينيني، الأداة النظرية للمركز الماركسي ــ اللينيني للدراسات والأبحاث والتكوين، النص الثالث من الجزء الأول من سلسلة دفاتر "قوموا بالتحقيقات ولا تنطقوا بالحماقات"، وهو بعنوان " كيف نحلل الطبقات في الريف"
الجزء الأول
النص الثالث
إنجاز جميلة صابر
كيف نحلل الطبقات في الريف
أكتوبر 1933
لأن ماو تسي تونغ اعتبر أن طبقة الفلاحين أخلص الحلفاء للبروليتاريا الصينية، وبما أن طبقة الفلاحين فئات متعددة حسب موقعها الطبقي، الذي يجعل بعضها يدخل في عداد أصدقاء الشعب وبعضها صنف كعدو للشعب، فقد جاءت هذه الوثيقة لتحلل الطبقات في الريف الصيني.
كتب هذا النص إبان الحرب الأهلية الثانية، التي اتسمت بتطور الثورة الزراعية، التي كان يقودها الحزب الشيوعي في البوادي، ومن تم تكمن أهمية هذا النص، لأنها مرتبطة بأمور عملية تخص الفلاحين والأرض، وتستلزم الدقة في تحديد الطبقات أو الفئات ذات المصلحة في الثورة الزراعية، أو التي تفقد وضعها وامتيازاتها نتيجة للثورة الزراعية.
1) السياق العام للنص:
كتب ماو تسي تونغ هذه الوثيقة في أكتوبر1933 لتصحيح الانحرافات التي وقعت في عملية الإصلاح الزراعي، ولحل مشكلة الأرض حلا صحيحا، وقد أقرت آنذاك بوصفها مقياسا في تحديد المراتب الطبقية في الريف، لأن طبقة الفلاحين تتكون من عدة فئات، ولكل فئة مميزاتها ومواصفاتها. وتجدر الإشارة أن ماو تسي تونغ سبق له قبل هذا التاريخ، وبالضبط في سنة 1927، أن قام بتحقيقات في مقاطعة هونان، مكنته من الاطلاع عن قرب على أوضاع الفلاحين ووقف عند أصنافهم وفئاتهم، ومن خلال ذلك حدد الفئات ذات المصلحة في الثورة الزراعية، أو التي تفقد وضعها وامتيازاتها نتيجة الثورة الزراعية.
تأتي أهمية التحديد الطبقي في الريف الصيني، بالإضافة إلى الأسباب السابقة الذكر، إلى كون موقف المعارضة التي تقف موقف تروتسكي، الذي كان يستهين بوضوح بإمكانيات طبقة الفلاحين في الصين، فهو يقول ان طبقة كبار الملاكين العقاريين لا توجد تقريبا في الصين، وأكثر من هذا، فهو يرى أنه لا وجود لطبقة وسطى فلاحية، ومن تم يضيف أن الوزن الخاص لمشكل الفلاحين فيها أقل بكثير ثقلا كما كان في روسيا القيصرية.
يقول تروتسكي في كتابه "الثورة الدائمة":
"ليس في الصين نبلاء الأرض ولا طبقة فلاحية ملتحمة مع مجتمع مصالح ضد الملاكين العقاريين، إن الثورة الزراعية في الصين موجهة ضد البورجوازية الحضرية والريفية"
ويقول في مكان آخر:
"إن المدينة تتوفر على الهيمنة في المجتمع المعاصر والمدينة هي وحدها القادرة على أن تمارس هذه الهيمنة في الثورة البورجوازية".
ويترتب عن هذا الإنكار لغياب الملاكين العقاريين وللطبقة الوسطى الفلاحية أن صراع الطبقات في الريف يعارض بين الفلاحين والبورجوازية.
لم يكن أمام ماوتسي تونغ إلا أن يبرهن على هذه الأخطاء في التحليل الطبقي للريف، والادعاءات التي يتم الترويج لها لإسقاط أي مساهمة للفلاحين في الثورة الصينية، أي لم يكن أمامه سوى أن يحدد كذلك طبقات الفلاحين في الصين ويقف عند مميزاتها ومواصفاتها.
2) مميزات طبقات الفلاحين في الصين:
هناك تقسيم خماسي للطبقات في الريف الصيني، إذ تتكون طبقة الفلاحين من خمس فئات وهي:
1- فئة الملاكين العقاريين الكبار
2- الفلاحون الأغنياء
3- الفلاحون المتوسطون
4- الفلاحون الفقراء
5- العمال الزراعيون
1) الملاكون العقاريون الكبار:
هم الأشخاص الذين يملكون أرضا ويعيشون على استغلال الفلاحين، ويتمثل شكل الاستغلال الذي يمارسه الملاكون العقاريون الكبار في جمع إيجارات الأراضي من الفلاحين، وهناك ملاك أراضي عقاريين أفلسوا، لكن يبقوا أفضل حال من الفلاحين المتوسطين ذوي مستوى العيش المتوسط، ويمثل الملاكين العقاريين الكبار كل من أمراء الحرب والإداريون الكبار والعتاة المحليون والوجهاء الأشرار، وهم أشد أعضاء الفئة شراسة (العدو الأكثر شراسة) كما أبانت عنه تحقيقات الفلاحين في هونان مع حركة الفلاحين.
باعتبار طبقة ملاك الأراضي حجر الزاوية الاجتماعي الرئيسي للسيطرة الامبريالية في الصين، فإنها طبقة تعوق تطور المجتمع، لذلك فهم من خصوم الثورة، وليس من القوى المحركة لها.
2) الفلاحون الأغنياء:
يسمون البورجوازية الريفية، يحملون طابعا شبه إقطاعي (5% من سكان الريف)، يسمى فلاحا غنيا من يملك أرضا بصورة عامة، لكن بعضهم يملك قسما من الأرض ويستأجرون قسما آخر، والبعض الآخر لا يملك الأرض على الإطلاق، بل يستأجرون كل الأراضي التي يستغلونها، والفلاحون الأغنياء يملكون على العموم قدرا وافرا نسبيا من أدوات الإنتاج الجديدة والرأسمال النقدي، يقومون بالعمل بأنفسهم، لكن يعتمدون بصفة دائمة على الاستغلال الذي هو معظم مصدر دخلهم، الذي يتمثل في استخدام الفلاحين الأجراء لفترة طويلة، أي استغلال الأيدي العاملة، وقد يؤجرون قسما من أراضيهم من أجل استغلال غيرهم عن طريق جمع الإيجار.
⚫الفلاحون الأغنياء هم الذين يزاولون الاستغلال بصورة دائمة، كما أن الدخل من الاستغلال يشكل القسم الرئيسي من دخل الكثير منهم.
يمكن أن يساهم الفلاحون الأغنياء في نضال جماهير الفلاحين ضد الامبريالية، كما يمكن أن يحافظوا على الحياد أثناء الثورة الزراعية المناوئة للملاكين العقاريين الكبار.
3) الفلاحون المتوسطون:
يشكلون 20% من سكان الريف وهم ثلاث فئات:
يملك الكثير من الفلاحين المتوسطين أرضا، وبعضهم لا يملك إلا جزءا من الأرض ويستأجر الجزء الآخر، وهناك آخرون لا يملكون الأرض على الإطلاق فهم يستأجرون كل الأرض التي يزرعونها. ويعتمد الفلاح المتوسط كليا أو بصورة رئيسية على عمله الخاص كمصدر لعيشه، والفلاحون المتوسطون عموما لا يستغلون غيرهم، وأن قسما منهم من ميسوري الحال يستغلون غيرهم على نطاق ضيق وليس مصدرا ثابتا أو رئيسيا لدخلهم.
يعاني الفلاحون المتوسطون من استغلال الامبريالية وطبقة الملاكين العقاريين الكبار والبورجوازيين، لذلك يمكن أن ينضموا للثورة الزراعية، بل يمكن أن يقبلوا الاشتراكية أيضا، ويمكن أن يكونوا حلفاء للبروليتاريا، ويشكلون قسما من القوى المحركة للثورة.
4) الفلاحون الفقراء:
يشكلون مع الفلاحين الأجراء (العمال الزراعيون) 70% من سكان الريف، وهم فئتان: فئة تملك قسما من الأرض التي تزرعها وأدوات زراعية غير كافية، وفئة لا تملك الأرض بتاتا، بل فقط أدوات زراعية غير كافية، والمقياس الرئيسي للتمييز بين الفلاحين الفقراء والفلاحين المتوسطين، أن هؤلاء الأخيرين على العموم لا يحتاجون بيع قوة عملهم، بينما الفلاحون الفقراء لابد ان يبيعوا جزءا صغيرا من قوة عملهم.
يشكل الفلاحون الفقراء مع الفلاحين الأجراء القوة المحركة الأكثر اتساعا للثورة الصينية، هم أشباه البروليتاريا في الريف، وهم خير حليف طبيعي يمكن أن تعتمد عليه البروليتاريا.
5) العمال الزراعيون:
هم الفلاحون الأجراء، وهم على العموم لا يملكون أرضا ولا أدوات زراعية، وبعض منهم يملك مساحة صغيرة جدا من الأرض وقطعا قليلة جدا من الأدوات الزراعية.
⚫يعيش العمال الزراعيون بصورة رئيسية على بيع قوة عملهم.
فما العلاقة التي كانت تربط بين هذه الفئات؟
كانت الطبقة الحاكمة الإقطاعية المكونة من ملاك الأراضي والأرستقراطيين والامبراطور، تملك القسم الأعظم من الأرض، ولم يكن الفلاحون يملكون سوى القليل منها أو لا يملكون، وقد كانوا في الواقع أقنانا، وكانت دولة طبقة ملاك الأراضي ترغم الفلاحين على دفع الضرائب، كما فرضت عليهم أعمال السخرة، وقد شكلت الدولة الإقطاعية لطبقة ملاك الأراضي جهاز السلطة الذي يحمي نظام الاستغلال هذا، وكانت للإمبراطور سلطة مطلقة.
في ظل هذا الاستغلال الاقتصادي والاضطهاد السياسي، عانى الفلاحون الصينيون كل أشكال البؤس والفقر، لذلك كان التناقض الرئيسي في المجتمع الإقطاعي هو بين طبقة الفلاحين وطبقة ملاك الأراضي. ونظرا للاستغلال الاقتصادي القاسي والاضطهاد السياسي الفظيع، قام الفلاحون بمئات الانتفاضات، وكانت حركات مقاومة وحروب ثورية ضد طبقة ملاك الأراضي ذات نطاق واسع لا مثيل له في تاريخ العالم.
هذه الصراعات الطبقية والانتفاضات والحروب التي خاضها الفلاحون، شكلت القوة المحركة الحقيقية لتطور التاريخ في المجتمع الصيني الإقطاعي، لكن جميع الثورات الفلاحية انتهت بالفشل، وبقيت العلاقات الاقتصادية الإقطاعية والنظام السياسي الإقطاعي في الأساس على حالها، ولم تحصل تغييرات جديدة لهذا الواقع إلا في المائة سنة الأخيرة.
وقد جاءت الثورة الزراعية في الصين من أجل قلب هذه البنيات في الريف.