Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

الثورة الصينية والحزب الشيوعي الصيني

سلسلة ملخصات أهم كتب الثورة الصينيةétoile-doc-pdf.png

الكتاب الأول

الثورة الصينية والحزب الشيوعي الصيني

 

صدر هذا المقال في دجنبر 1939، وهو عبارة عن مادة دراسية أعدها ماو تسي تونغ ومجموعة من رفاق آخرين في ينآن بصورة مشتركة.

يتكون هذا المقال من مجموعة من الفصول.

يعالج الفصل الأول منها، المجتمع الصيني حيث يستعرض ماو تسي تونغ الوسط الطبيعي للصين وسكانها وتطورها الاقتصادي والسياسي والتاريخي.

- الصين، المجتمع الصيني والأمة الصينية:

 تعتبر الصين من أكبر بلدان العالم، أراضيها خصبة وواسعة، تحتوي على ثروات معدنية غنية، وللصين في هذا التاريخ حدودا مشتركة مع عدة بلدان (الاتحاد السوفياتي، مانغوليا، افغانستان، الهند، نيبال، بورما، الفيتنام، كوريا) وقريبة من اليابان والفلبين.

موقع الصين الجغرافي هذا شكل ظروفا خارجية ملائمة وأخرى غير ملائمة لثورة الشعب الصيني، فمن الظروف الملائمة، متاخمة الصين للاتحاد السوفياتي وبعدها عن الدول الامبريالية الرئيسية (أوربا، أمريكا)، أما الظروف غير الملائمة، فتكمن في أن الامبريالية اليابانية تهدد الصين وثورة الشعب الصيني باستمرار.

بالنسبة للسكان فعددهم ضخم يقدر ب 450 مليون نسمة سنة 1939، أي حوالي ربع سكان العالم، والصين بلد متعدد القوميات لكن قومية ال هان تشكل تسعة أعشار سكان الصين.

اجتازت الأمة الصينية، في سياق تطورها عشرات الالاف من السنين، فقد عرفت نظام المشاعة البدائية اللاطبقي، وتحولت إلى مجتمع طبقي إلى حدود اليوم (1939)، حيث مرت بالمجتمع العبودي والمجتمع الإقطاعي، والصين ذات تاريخ عريق حيث عرفت الزراعة وصناعة يدوية اشتهرت بمستواها الرفيع منذ أقدم العصور، واخترع الصينيون البوصلة وفن صناعة الورق واختراع فن الطباعة كما عرف الصينيون استعمال البارود قبل الأوربيين، ويعود تاريخها المكتوب إلى ما يقرب 4000 سنة، وبرز فيها عدد كبير من كبار المفكرين والعلماء والمخترعين والسياسيين والعلماء العسكريين والأدباء والفنانين.

وعلى الرغم من أن الصين بلد عظيم متعدد القوميات، واسع الأرجاء، وكثير السكان، عريق في التاريخ وغني بالتقاليد الثورية، إلا أن تطورها الاقتصادي والسياسي ظل بطيئا لزمن طويل منذ انتقالها من نظام العبودية إلى النظام الإقطاعي الذي استمر3000 سنة، وكان النظام الاقتصادي والسياسي في العصر الإقطاعي يتميز بخصائص رئيسية تتمثل في سيادة الاقتصاد الطبيعي القائم على الاكتفاء الذاتي (ينتجون كل ما يحتاجون إليه من منتجات زراعية ومصنوعات يدوية)، ورغم أن الصين قد عرفت تبادلا تجاريا فإنه لم يكن يلعب دورا حاسما في الاقتصاد، وكانت الطبقة الحاكمة الاقطاعية المكونة من ملاك الأراضي والأرستقراطيين والامبراطور، تملك القسم الأعظم من الأرض، ولم يكن الفلاحون يملكون سوى القليل منها أو لا يملكون، وقد كانوا في الواقع أقنانا، وكانت دولة طبقة ملاك الأراضي ترغم الفلاحين على دفع الضرائب، كما فرضت عليهم أعمال السخرة، وقد شكلت الدولة الإقطاعية لطبقة ملاك الأراضي جهاز السلطة الذي يحمي نظام الاستغلال هذا، وكانت للإمبراطور سلطة مطلقة.

في ظل هذا الاستغلال الاقتصادي والاضطهاد السياسي، عانى الفلاحون الصينيون كل أشكال البؤس والفقر، لذلك كان التناقض الرئيسي في المجتمع الإقطاعي هو بين طبقة الفلاحين وطبقة ملاك الأراضي. ونظرا للاستغلال الاقتصادي القاس والاضطهاد السياسي الفظيع، قام الفلاحون بمئات الانتفاضات، كانت حركات مقاومة وحروب ثورية ضد طبقة ملاك الأراضي ذات نطاق واسع لا مثيل له في تاريخ العالم.

هذه الصراعات الطبقية والانتفاضات والحروب التي خاضها الفلاحون، شكلت القوة المحركة الحقيقية لتطور التاريخ في المجتمع الصيني الإقطاعي، لكن جميع الثورات الفلاحية انتهت بالفشل، وبقيت العلاقات الاقتصادية الإقطاعية والنظام السياسي الإقطاعي في الأساس على حالها، ولم تحصل تغييرات جديدة لهذا الواقع إلا في المائة سنة الأخيرة.

انتقل المجتمع الصيني من مجتمع إقطاعي إلى مجتمع مستعمر وشبه مستعمر وشبه إقطاعي، فلم تطرأ على البنية الداخلية للمجتمع الإقطاعي تحولات كبرى إلا في اواسط القرن 19 نتيجة تسرب الرأسمالية الأجنبية إلى الصين، حيث لعبت دورا هاما في انحلال الاقتصاد الاجتماعي السائد، وعجلت في نمو الاقتصاد السلعي، وخلقت تلك الأوضاع بعض الشروط الموضوعية والإمكانيات لتطور الإنتاج الرأسمالي في الصين، ذلك أن دمار الاقتصاد الطبيعي قد أوجد للرأسمالية أسواقا لتصريف السلع، وأوجد لها إفلاس اعداد كبيرة من الفلاحين والحرفيين سوقا من الأيدي العاملة، وتحت تأثير الرأسمالية الأجنبية في نهاية القرن 19 وبداية القرن20 خطت الرأسمالية الوطنية الصينية خطواتها الأولى إلى الأمام، واثناء الحرب الامبريالية العالمية الأولى خطت الصناعة الوطنية خطوة أخرى ساعد على ذلك انشغال البلدان الامبريالية في أوربا وامريكا بالحرب حيث خفضت بصورة مؤقتة اضطهادها للصين. لقد كان تاريخ قيام الرأسمالية الوطنية الصينية وتطورها هو في الوقت نفسه نشوء البورجوازية والبروليتاريا الصينيتين.

إن قيام الرأسمالية وتطورها لا يمثل سوى واحد من التغيرات التي طرأت على الصين منذ أن تغلغلت الرأسمالية فيها، بل هناك وجه آخر لازم هذا التحول وعرقله، ويتمثل في تواطؤ الامبريالية مع القوى الإقطاعية في ممارسة الضغط على تطور الرأسمالية الصينية.

لم تكن الامبريالية تهدف بغزوها للصين تحويل البلاد من بلد إقطاعي إلى بلد رأسمالي، بل تريد تحويلها إلى شبه مستعمرة ومستعمرة تابعة لها، لذلك استخدمت الدول الامبريالية، ولاتزال تستخدم كل وسائل الاضطهاد العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية ( الحروب منها حرب الأفيون التي شنتها بريطانيا على الصين، توقيع معاهدات غير متكافئة والحصول بموجبها على عدة امتيازات، تقسيم الصين إلى مناطق نفوذ بين عدة بلدان امبريالية، إقامة مشاريع صناعية كي تستغل مباشرة المواد الخام واليد العاملة الرخيصة لممارسة الضغط على صناعة الصين الوطنية، وتعيق تطور قوى الصين المنتجة بصورة مباشرة، وإحكام قبضتها المالية، خلق طبقة من الكمبرادوريين وطبقة من التجار المرابين تخدمانها لتسهيل استغلالها لجماهير الفلاحين الغفيرة وبقية جماهير الشعب)، وبالإضافة إلى هذه الوسائل المتنوعة انتهجت سياسة التغلغل الثقافي (التبشير، إنشاء المستشفيات والمدارس  وإصدار الصحف واجتذاب الطلاب الصينيين للدراسة في البلدان الامبريالية، تهدف من ذلك تكوين كوادر مثقفين خاضعين لها وتضليل جماهير الشعب الصيني الواسعة). وإذا كانت كل هذه الوسائل قد حولت الصين إلى شبه مستعمرة، فإن غزو الامبريالية اليابانية حولها إلى مستعمرة يابانية.

تميز المجتمع الصيني المستعمر وشبه المستعمر وشبه الإقطاعي بعد التغلغل الامبريالي بعدة مميزات، تتمثل في تقويض أسس الاقتصاد الطبيعي القائم على الاقتصاد الذاتي في العهد الإقطاعي، لكن بقي استغلال طبقة ملاك الأراضي للفلاحين على حاله، بل يحتل مع استغلال رأسمال الكمبرادوريين ورأسمال المرابين مركزا مرموقا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية في الصين، وتطورت الرأسمالية الوطنية إلى درجة معينة، لكنها لم تصبح الشكل الرئيسي في الاقتصاد الاجتماعي الصيني، لأنها رخوة وأغلبها مرتبط بالامبريالية الأجنبية والإقطاعية الداخلية بدرجات متفاوتة، وسقطت سلطة الحكم الاستبدادي للأباطرة والأرستقراطيين وحل محلها حكم أمراء الحرب والبيروقراطيين الذين يمثلون طبقة ملاك الأراضي، ثم الدكتاتورية القائمة على تحالف طبقة ملاك الأراضي والبورجوازية الكبيرة، أما في المناطق المحتلة فالحكم بيد الامبريالية اليابانية وعملائها.

وقد شهدت الصين تفاوتا كبيرا جدا في تطوراتها الاقتصادية والسياسية بحكم أن الصين وقعت تحت سيطرة تامة أو جزئية لدول امبريالية عديدة، وبسبب اضطهاد الامبريالية والإقطاعية المزدوج، وخاصة بسبب الهجوم الواسع الذي شنته الامبريالية اليابانية، ازدادت جماهير الشعب الصيني الغفيرة، وخاصة الفلاحين فقرا وبؤسا. هذا الوضع خلق تناقضان أساسيان في المجتمع الصيني الحديث : التناقض بين الامبريالية والأمة الصينية، والتناقض بين الإقطاعية وجماهير الشعب الغفيرة. وهناك أيضا بطبيعة الحال تناقضات أخرى، كالتناقض بين البورجوازية والبروليتاريا، والتناقضات داخل صفوف الطبقات الحاكمة الرجعية، إلا أن الذي يحتل المكانة الأولى بين هذه التناقضات المختلفة، هو التناقض بين الامبريالية والأمة الصينية، وأن الثورات الكبرى في الصين الحديثة والمعاصرة قد قامت ونمت على أساس هذه التناقضات الأساسية.

  ويتناول الفصل الثاني من هذا المقال الثورة الصينية، حيث يتعرض إلى الحركات الثورية خلال السنوات المائة الأخيرة، خصوم الثورة الصينية، مهام الثورة الصينية، القوى المحركة للثورة الصينية، كما ينتهي هذا الفصل بتحديد طبيعة الثورة الصينية.

كان تاريخ تحويل الصين إلى شبه مستعمرة ومستعمرة من طرف الامبريالية بالتحالف مع الإقطاعية أيضا تاريخ نضال الشعب الصيني ضد الامبريالية وعملائها، وإن سير ثورة 1911 لم ينته بعد، ولم تنجز مهماتها بعد، لذلك ما زال من واجب الشعب كله والحزب الشيوعي الصيني قبل غيره أن يأخذ على عاتقه مسؤولية متابعة الكفاح بعزم، لذلك يجب تحديد خصوم هذه الثورة ومهماتها والقوى المحركة لها وطبيعتها ومستقبلها.

بالنسبة لخصوم الثورة ومهماتها والقوى المحركة وطبيعتها ومستقبلها لا يمكن فهم ذلك بوضوح بدون فهم طبيعة المجتمع الصيني فهما واضحا، أي فهم ظروف الصين، إذ يعد فهمها ركنا أساسيا لفهم سائر قضايا الثورة فهما واضحا.

ما دام المجتمع الصيني من حيث طبيعته مجتمع مستعمر وشبه مستعمر وإقطاعي، فالخصوم والأعداء الرئيسيون للثورة الصينية في مرحلتها الحاضرة هم الامبريالية والإقطاعية، فهما القوى الرئيسية التي تجثم على صدر المجتمع الصيني وتعيق تطوره في المرحلة الراهنة، وبما أن الاضطهاد الامبريالي أشد وطأة فإنها تعتبر العدو الأول الأكثر شراسة للشعب الصيني، كما أن الفئة العليا من البورجوازية أي الفئة التي تمثلها الكتلة الرجعية للكيومنتانغ التي تواطأت مع الامبريالية خلال فترة طويلة (1927 – 1937) والتي قادت نضالات ثورية في السابق لأنها كانت أيضا ضحية الاضطهاد الامبريالي، قد تواطأت مع الامبريالية وشكلت حلفا رجعيا مع طبقة ملاك الأراضي وخانت الثورة الصينية، لذلك تعتبر هذه العناصر من البورجوازية من خصوم الثورة. لذلك فإن أعداء الثورة الصينية أقوياء جدا، لذلك لا يمكن الاستهانة بقوة أعداء الشعب الصيني الثوري، وإزاء أعداء كهؤلاء لا يمكن للثورة الصينية إلا أن تكون طويلة الأمد وضارية، وإن الوسيلة الرئيسية للثورة يجب ان تكون ثورة مسلحة. والمهمة الرئيسية للثورة الصينية في هذه المرحلة هي ضرب الامبريالية وطبقة ملاك الأراضي الإقطاعيين باعتبارهما هما العدوين الرئيسيين، أي القيام بثورة وطنية من أجل وضع حد للاضطهاد الامبريالي الأجنبي، وبثورة ديموقراطية من أجل وضع حد لاضطهاد ملاك الأراضي الإقطاعيين في الداخل، وهما مهمتان مرتبطتين ببعضهما، مختلفتان ومتحدتان في آن واحد، إنهما مرحلتان من الثورة غير منفصلتين.

إن طبيعة الاقتصاد الاجتماعي لا تحدد خصوم الثورة ومهماتها فحسب، بل تحدد القوى المحركة لها أيضا.

- خصوم الثورة الصينية وقواها المحركة:

- طبقة ملاك الأراضي التي تعتبر حجر الزاوية الاجتماعي الرئيسي للسيطرة الامبريالية في الصين، طبقة تعوق تطور المجتمع، لذلك فهم من خصوم الثورة وليس من القوى المحركة لها.

- البورجوازية: تنقسم إلى قسمين، بورجوازية كبيرة ذات طابع كمبرادوري وبورجوازية وطنية، الأولى كانت دائما خصما للثورة، ولم تكن قط قوة محركة في تاريخ الثورة الصينية، اما الثانية فتشكل إحدى قوى الثورة إلا أنها لم تقطع تماما روابطها الاقتصادية مع الامبريالية والإقطاعية، وينتج عن هذا الطابع المزدوج للبورجزازية الوطنية أنها قد تصبح قوة ثورية في الثورة المناوئة للإمبريالية وحكومة البيروقراطيين وامراء الحرب، لكنها في فترات أخرى تلعب دورا مساعدا في مناهضة الثورة.

- مختلف فئات البورجوازية الصغيرة تمثل جمهورا كبيرا من المثقفين وصغار التجار والحرفيين وأصحاب المهن الحرة تعاني جميعها من اضطهاد الامبريالية والإقطاعية والبورجوازية الكبيرة، تنزلق يوما بعد يوم نحو الإفلاس والتدهور، لذا فهي إحدى القوى المحركة للثورة وحليف للبروليتاريا يمكن الركون إليه، ولن تستطيع تحقيق تطورها إلا تحت قيادة البروليتاريا، وهي حليف جيد للثورة، لكن نقطة ضعفها أنه يسهل على بعض أفرادها أن يتأثر بالبورجوازية.

- طبقة الفلاحين: القوة الرئيسية في اقتصاد الصين حيث يشكل الفلاحون 80% من مجموع سكان الصين، وهناك عملية استقطاب حادة بينهم، نميز فيهم بين الفلاحين الأغنياء، يسمون البورجوازية الريفية، يشغلون الفلاحين الأجراء، ويحملون طابعا شبه إقطاعي (5% من سكان الريف)، يمكن أن يساهموا في نضال جماهير الفلاحين ضد الامبريالية، كما يمكن أن يحافظوا على الحياد أثناء الثورة الزراعية المناوئة لملاك الأراضي. ثم هناك الفلاحون المتوسطون، ويشكلون 20% من سكان الريف، يعانون استغلال الامبريالية وطبقة ملاك الأراضي والبورجوازية، لذلك يمكن أن ينضموا للثورة المناهضة للامبريالية والثورة الزراعية، بل يمكنهم أن يقبلوا الاشتراكية أيضا، ويمكن أن يكونوا حلفاء للبروليتاريا، ويشكلون قسما من القوى المحركة للثورة، أما الفلاحون الفقراء فيشكلون مع الفلاحين الأجراء 70% من سكان الريف، وهم أشباه البروليتاريا في الريف والقوة المحركة الأكثر اتساعا للثورة الصينية، وهم خير حليف طبيعي تعتمد عليه البروليتاريا.

- البروليتاريا: تعاني اضطهادا ثلاثيا (الامبريالية، البورجوازية والقوى الإقطاعية)، إنها الطبقة الأكثر ثورية، والطبقة الأكثر وعيا سياسيا في المجتمع الصيني، ارتبطت هذه الطبقة مع جماهير الفلاحين الواسعة بروابط طبيعية تسهل عليها تشكيل تحالف وثيق مع الفلاحين، وقد أصبحت القوة المحركة الأساسية الأولى للثورة الصينية رغم ضآلة عددها مقارنة بالفلاحين، وحداثتها بالمقارنة مع بروليتاريا البلدان الرأسمالية، وانخفاض مستواها الثقافي بالنسبة للبورجوازية، وبدون قيادة البروليتاريا لن تتمكن الثورة الصينية من النصر.

بفهم طبيعة المجتمع الصيني، أي ظروف الصين الخاصة، وفهم من هم خصوم الثورة، وما هي مهماتها والقوى المحركة لها، فإنه يصبح في المقدور فهم طبيعة الثورة الصينية.

طبيعة الثورة:

إن الثورة الصينية في مرحلتها الأولى هي ثورة ديموقراطية بورجوازية، ما دام المجتمع الصيني لا يزال مجتمعا مستعمرا وشبه مستعمر وشبه إقطاعي، وما دامت الامبريالية والقوى الإقطاعية لا تزالان عدوين رئيسيين للثورة الصينية، وهي ثورة ديموقراطية بورجوازية من طراز جديد وخاص، إنها الثورة الديموقراطية الجديدة، فهي جزء من الثورة الاشتراكية البروليتارية العالمية، هي من جهة تمهد السبيل أمام الرأسمالية، إلا أنها من جهة أخرى تخلق أيضا الشروط الأولية للاشتراكية، إنها الثورة المناهضة للامبريالية والإقطاعية التي تخوضها جماهير الشعب الغفيرة بقيادة البروليتاريا، ولابد أن يمر المجتمع الصيني بهذه الثورة لكي يتقدم خطوة أخرى إلى الأمام ويصل إلى المجتمع الاشتراكي، وهي تختلف عن الثورات الديموقراطية  التي شهدها تاريخ أوربا وأمريكا، إذ أنها لا تؤدي إلى دكتاتورية البورجوازية بل إلى دكتاتورية الجبهة المتحدة لجميع الطبقات الثورية بقيادة البروليتاريا.

 

جميلة صابر

5 – 10 - 2017