Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

الشرارة - Page 15

  • الحزب الشيوعي الفيتنامي وملاحم الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية في الفيتنام ـ الحلقة الثالثة والأخيرة

    بناء الأحزاب الماركسية – اللينينية

    (السياقات، السيرورات، الأفكار والتجارب)

    القسم السادس

    الحزب الشيوعي الفيتنامي وملاحم الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية في الفيتنام

    الحلقة الثالثة والأخيرة

    تمفصل الثورة الاشتراكية في الشمال والثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية في الجنوب (1954 – 1965)

    خاض الشعب الفيتنامي بقيادة الحزب الشيوعي الفيتنامي معارك بطولية من 1945 إلى  1954 توجت بالانتصار العظيم في معركة ديان بيان فو الشهيرة، و رغم هذا الانتصار العظيم فإن القوى الثورية الفيتنامية في ذلك الوقت لم تكن قوية بما يكفي لتحقيق التحرير الشامل للبلاد، فاستقل الشمال بينما ظل الجنوب تحت الاحتلال و السيطرة الامبريالية الأمريكية و خدامها من العملاء، و هذا ما ألقى على عاتق الشيوعيين الفيتناميين مهمة مواصلة الكفاح من أجل تحرير الجنوب، بإنجاز الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية و العمل على تحقيق وحدة البلاد.

    هكذا أصبح أمام الحزب الشيوعي الفيتنامي مهمتان استراتيجيتان مختلفتان إحداهما تخص الشمال والأخرى تخص الجنوب. هكذا أصبح الشمال المحرر الذي دشن مرحلة الثورة الاشتراكية قاعدة صلبة للثورة في الجنوب، في حين كان الجنوب يواصل مرحلة الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية من أجل الإطاحة بالامبريالية الأمريكية وخدامها اللذين يمثلون مصالح الملاكين العقاريين والرأسماليين الكومبرادور المؤيدين للاحتلال الأمريكي، ومن أجل تحرير الجنوب، وفي نفس الوقت الدفاع عن الشمال وتحقيق الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية على أرض الجنوب.

    بعد خروج فرنسا من الفيتنام احتلت الامبريالية الأمريكية الجنوب، ومارست سياستها القائمة على الاستعباد والحرب بالاعتماد على إرهاب وخيانة نظام طغمة نيغو دينه دييم، وعرفت البلاد تفاقما في الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، أصبحت معه حياة الشعب مهددة بخطر كبير، فتصاعد الغضب والحقد من طرف جميع الفئات الشعبية ضد الاحتلال الأمريكي وخدامه.

    لقد أصبح العمال والفلاحون يفيضون بالحرارة الكفاحية، في وقت أصبحت فيه الحياة لا تطاق إلى حد كان ينبغي، من أجل الحفاظ على العيش خوض معركة كبيرة ضد نظام الاحتلال وخدامه. وفي اجتماع عقد في فبراير 1959، أشار تقرير لقادة الثورة الفيتنامية إلى أن الفيتنام الجنوبية تعيش في ظل نظام حكم استعماري جديد وشبه إقطاعي، تقوده إدارة في خدمة الامبرياليين الأمريكيين، على رأسها طغمة رجعية ومعادية للوطن، واعتبر التقرير أن اتجاه ثورة الفيتنام الجنوبية وكذلك مهماتها يجب أن تتبع قانون الثورة العام، أي استخدام العنف الثوري لمحاربة عنف الثورة المضادة، واستثارة الانتفاضة ليظفر الشعب بالحكم. هكذا، كان الوقت قد حان لشن النضال المسلح بالتنسيق مع النضال السياسي، ولدفع الحركة الشعبية قدما إل الأمام.

    على إثر قرارات هذا الاجتماع، سيشن سكان الجنوب، بعد مرحلة النضال السياسي، انتفاضات مسلحة متسلسلة، دشنتها انتفاضة بين تريه. و بالفعل، في ليلة فبراير 1960، سينتفض سكان بين تريه جميعهم، مسلحين بالهراوات و الرماح و الحراب و السواطير، و قاموا بتصفية العملاء الدمويين للإدارة الكراكوزية، مهاجمين المراكز و الحاميات، و منتزعين من العدو أسلحته، و مفككين دوائر و أقسام بأكملها من جهاز العدو للسيطرة و نظام القسر و القمع في القرى و الكومونات، فبدأت تتشكل و تتطور القوات المسلحة الشعبية، كما تشكلت بالتدريج داخل المناطق المحررة لجان شعبية للإدارة الذاتية، و قام السكان بمصادرة أراضي الملاكين العقاريين المستبدين و عملوا عل توزيعها على الفلاحين الفقراء.

    لقد دشن سكان بين تريه موجة الانتفاضات التي تدفقت على مقاطعة نان بو بأسرها وعلى هضاب تاي نغوين العليا، وكذلك في بعض مناطق ترونغ بو الوسطى. وسميت هذه الانتفاضات ب "الانتفاضات المتسلسلة"، التي كللت بالنجاح، لكونها اندلعت في اللحظة التي كان فيها العدو قد أخفق بصورة أساسية على الصعيد السياسي.

    يرى القادة الفيتناميون "أن الجماهير الشعبية، التي يحدوها غضب بلغ ذروته العليا، وباستخدامها العنف الثوري، قد أطلقت هجمات متكررة وعارمة ضد أضعف حلقة في منظومة العدو، سلطته القاعدية في الأرياف. لقد أوجد نجاح "الانتفاضات المتسلسلة" قواعد تتيح تشديد الحرب الشعبية ضد العدوان الأمريكي وزعزعة الحكم الكرطوني الصوري من أساساته".

    في هذه الأجواء من النهوض الثوري، اجتمع مندوبو مختلف الطبقات والأحزاب والملل الدينية والقوميات في الجنوب، وذلك في 20 يناير 1960 في موضع من منطقة نام بو الشرقية، وعقدوا مؤتمرا لتأسيس "الجبهة الوطنية لتحرير الفيتنام الجنوبية"، وقد أقر هذا المؤتمر برنامجا للعمل مؤلفا من عشر نقط كان مضمونها الأساسي يقوم على الإطاحة بالنظام الاستعماري الأمريكي وبدكتاتورية نغو دينه دييم، ولأجل بناء فيتنام جنوبية مستقلة ديموقراطية تتمتع بالسلم وتكون محايدة، وتتطور نحو إعادة توحيد الوطن.

    لقد كانت السمة البارزة للوضع في جنوب الفيتنام سنة 1962 هي أن المناطق المحررة أو تلك التي كانت تحت رقابة الثوريين، كانت تزداد اتساعا. واستطاع نهج الجبهة الوطنية أن يتغلغل داخل الجماهير ليتحول إلى أعمال مقاومة لملايين الفيتناميين ضد العدوان الامبريالي الأمريكي، وفي هذه الأجواء تطورت حرب العصابات في كل مكان على نطاق واسع، وأصبح العدو الأمريكي يجد صعوبات هائلة لمواجهة حرب التحرير الوطنية في الجنوب، وبذلك أصبح يجتهد في بلورة استراتيجيات جديدة من أجل كبح جماح الثورة والقضاء عليها في الجنوب، وخلق نظام استعماري جديد موال له. هكذا ظهر ما سمي ب "القرى الاستراتيجية"، التي شكلت المضمون الأساسي لما سمي ب "خطة ستالاي- تايلور"، بل أصبحت العمود الفقري لما أطلق عليه الأمريكيون ب "الحرب الخاصة"، هكذا، شكل الأمريكيون حوالي 17 ألف "قرية استراتيجية"، محولين الفيتنام الجنوبية إلى معسكر اعتقال هائل الاتساع، وتوقعوا أنهم بذلك أصبحوا يمتلكون الشروط الملائمة للنفاذ إلى القواعد الثورية وإبادتها.

    في مواجهة هذه الاستراتيجية، استندت القوى الثورية المسلحة على الدعم الجماهيري و العمل السياسي الكبير وسطها من أجل إحباط هذه الاستراتيجية، التي عارضتها الجماهير الواسعة، فكان يجري تدمير بعضها فورا بعد إنشائها، بل حتى تدميرها مرارا عديدة، فلم تترك الجماهير و القوى الثورية للعدو فرصة تعزيزها كما ينبغي، بل استطاعت الجماهير و القوى الثورية بقيادة الحزب الشيوعي الفيتنامي تحويل العديد من تلك القرى الاستراتيجية إلى قواعد لقتال العدو الأمريكي والعملاء، حيث استطاع الثوريون بمساندة الجماهير حفر مدن تحت الأرض تتصل فيما بينها، يستعملها الثوار قواعد للعمل الثوري ضد العدو، ومن خلالها تنظيم الانتفاضات و القيام بالعمل السياسي جنبا إلى جنب مع العمل العسكري، ومن ثمة تدمير تلك "القرى الاستراتيجية"، وإفشال مشروع فصل السمكة عن الماء، الذي حاول العدو الامبريالي أن يمارسه للقضاء على القوى الثورية.

    بعد سنتين مما سمي ب "الحرب الخاصة"، نتيجة الهزائم العسكرية والسياسية، فشلت خطة ستالاي- تايلور، فزادت الخلافات و التناقضات بين الأمريكيين و خدامهم من الخونة، فاضطر الأمريكيون في نونبر 1963، إلى الإطاحة ب  نغو مينه دييم عبر انقلاب عسكري، وتم استبداله ب دورنغ فان مينه ثم ب نغوين خينه.

    بعد فشل خطة "القرى الاستراتيجية" و "الحرب الخاصة" وضع الامبرياليون الأمريكيون خطة جديدة هدفها "تهدئة" الفيتنام الجنوبية خلال سنتين 1964 – 1965، وقد سميت تلك الخطة ب "خطة جونسون" التي تمت صياغتها في مارس 1964، ونتيجة هذه الخطة، أقيمت قيادة مختلطة فيتنامية أمريكية، وازداد عدد قوات الولايات المتحدة الأمريكية في الفيتنام الجنوبية بشكل كبير.

    أمام تطور الأوضاع، واجهت الجماهير تلك المؤامرات الأمريكية الجديدة بشكل عنيف. ومن هويه وسايغون، انتشرت الحركة بسرعة بالمدن والمراكز المدينية الأخرى، هكذا، وفي 20 غشت 1964، حاصرت الجماهير في مدينة سايغون (20 ألف) "قصر الاستقلال" مطالبين بشدة باستقالة نغوين خينه، أما مدينة دانانغ فقد عرفت يوم 24 غشت تظاهرات لسكان المدينة (30 ألف) وذلك أثناء إضراب المدارس والأسواق. وفي عشرين شتنبر قام ما يفوق 100 ألف من العمال المضربين من سايغون و جيا دينه بمسيرة في الشوارع تعبيرا عن احتجاجهم، و في نونبر و دجنبر 1964، خرج سكان هويه و سايغون و دنانغ إلى الشارع مطالبين بالإطاحة بحكم تران فان هوونغ.

    بفضل تطور النضال السياسي للجماهير، تطور العمل المسلح بشكل موازي، فأحرزت القوات المسلحة لجبهة التحرير الوطني في دجنبر 1964 انتصارا عظيما في بينه جيا، حيث استطاعت أن تشن لأول مرة قوات التحرير المسلحة هجوما ضد القوات النظامية العميلة خلال ستة أيام متوالية، حيث تمت التصفية الكلية لطابورين سيارين و وحدة من طائرة م – 113، و إسقاط 37 طائرة معادية. لقد كانت بينه جيا انتصارا ذا أهمية استراتيجية حكمت على استراتيجية "الحرب الخاصة" بالإفلاس.

    بشكل عام، أصبح ميزان القوى يميل لصالح القوى الثورية، و أصبحت المنطقة المحررة تعرف اتساعا لتصبح مؤخرة مباشرة و وطيدة للثورة، و تطور بناء الحكم الشعبي الثوري، و بدأت تظهر ملامح نظام اجتماعي جديد، كما صودرت الأراضي التي كانت ملكا للخونة ليجري توزيعها على الفلاحين الصغار، و تنامت بسرعة قوات التحرير المسلحة، و بالمقابل تهاوت الركائز الأساسية ل "الحرب الخاصة" أي الجيش و الإدارة الكراكوزية و شبكة "القرى الاستراتيجية" و المدن، و عندما أصبحت "الحرب الخاصة" مهددة بإخفاق تام و نهائي سارعت الامبريالية الأمريكية بإرسال المزيد من القوات الأمريكية أو التابعة إلى الفيتنام الجنوبية أملا في إنقاذ جيش سايغون و الإدارة من التفكك و الانهيار، علما أن الإدارة و الجيش كانتا الدعامتان الأساسيتان لنظام الحكم الاستعماري الجديد، هكذا إذن، شكلت هزيمة "الحرب الخاصة" إخفاقا استراتيجيا للعدو الامبريالي الأمريكي، الذي حاول أن يجعل الفيتناميين يقاتلون الفيتناميين، و هو ما سمي ب "فتنمة الحرب".

    بسبب هزائم العدو وانتصارات القوى الثورية، وبالرغم من التغلغل العسكري الأمريكي في جنوب الفيتنام (مئات الآلاف من الجنود) ظلت نسبة القوى لصالح حركة التحرير الوطني في الجنوب.

    لقد استطاع الحزب الشيوعي الفيتنامي أن يحقق مهمتي بناء الاشتراكية في الشمال و جعله قاعدة ثورية في الجنوب، و مواصلة الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية في الجنوب حتى دحر الاحتلال الامبريالي الأمريكي و النظام الخائن الذي أقامه هناك، و قد كان بالفعل انتصارا تاريخيا لصالح الحركة الشيوعية العالمية و حركة التحرر الوطني العالمي، أظهر فيه الشعب الفيتنامي البطل قدراته الخلاقة على خوض حرب تحرير شعبية طويلة الأمد انتهت بالانتصار العظيم على أعتى قوة عسكرية و اقتصادية عالمية آنذاك، و استطاع الحزب الشيوعي أن يحقق ذلك نتيجة مجموعة من القواعد و العناصر الأساسية المحققة للنصر:

    1- وجود حزب شيوعي بني على أساس قاعدة برنامجية هي قاعدة الطبقة العاملة، التي ظل مخلصا لمصالحها ومصالح الأمة، فاستطاع أن يطبق بصورة خلاقة الماركسية – اللينينية على الشروط الملموسة للبلاد، سواء بتحديد خط وسياسة صحيحة، أو في قيادة الثورة الفيتنامية من نصر إلى نصر، في نفس الوقت الذي كان فيه يصارع ضد النزعات الإصلاحية للبورجوازية والنزعات المغامرة للبورجوازية الصغيرة في الحركة الوطنية، وضد الأطروحات اليسراوية المتطرفة داخل الحركة العمالية والشيوعية وداخل الحزب.

    2 – تبني الحزب للماركسية – اللينينية، الذي جعله يدرك جيدا القيمة التاريخية للفلاحين في بلد زراعي كالفيتنام، الفلاحون تلك القوة الثورية الكبرى، ليس فقط في الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية، بل أيضا في الثورة الاشتراكية، واستطاع الحزب عبر مختلف مراحل وفترات الثورة الفيتنامية أن يحل بصورة صحيحة المسألة الفلاحية ويعزز صلابة التحالف العمالي – الفلاحي.

    3 – خلال المراحل المختلفة للثورة الفيتنامية، استطاع الحزب الشيوعي الفيتنامي تحقيق وحدة القوى الوطنية والتقدمية عبر بناء الجبهة الوطنية الموحدة، التي تتأسس على قاعدة التحالف الوطيد بين العمال والفلاحين.

    4 – خلال مسار الثورة الفيتنامية زاوج الحزب الشيوعي الفيتنامي بين النضال ضد العدو الطبقي والنضال ضد العدو القومي، واستعمل العنف الثوري لمواجهة العنف المضاد للثورة، كما زاوج بين أسلوب الانتفاضة الشعبية وخوض الحرب الشعبية الطويلة الأمد من أجل بناء السلطة الشعبية والاحتفاظ بها، وفي كل الأحوال، كان الحزب يلجأ إلى تحديد أشكال النضال الثوري الأكثر ملاءمة بناء على تحليل ملموس للواقع الملموس. وقد أعطى الحزب الشيوعي الفيتنامي أهمية كبيرة لبناء القوات المسلحة الثورية، فاستطاع أن يستخدم وينسق بصورة خلاقة بين النضال المسلح الثوري والنضال السياسي الثوري للإطاحة بالعدو وضمان النصر، وقد بنى الحزب الشيوعي الفيتنامي القوات المسلحة الشعبية على اساس القواعد الثلاثة، التي تضم ثلات فئات من القوات، وهي: القوات النظامية، والقوات الإقليمية ومجموعات حرب العصابات أو مليشيات الدفاع الذاتي. هكذا توحدت القوات المسلحة والقوات السياسية الجماهيرية (المنظمات السياسية المنضمة إلى الجبهة الوطنية المتحدة) لتحقق النصر.

    5 – بعد الاستيلاء على السلطة، ظل الحزب يعمل على تعزيز هذا النصر وتوطيده، سواء لقمع رجال الثورة المضادة والحفاظ على النظام والأمن، وتعبئة الجماهير وتنظيمها في مقاومة العدوان الأمريكي، وصيانة الاستقلال والوحدة الوطنيين، ومن جهة أخرى لتطوير حقوق الشعب الديموقراطية، وتعبئة الجماهير وحفزها في سبيل الاشتراكية والتطوير الاقتصادي والثقافي والاجتماعي.

    لقد اعتبر الحزب الشيوعي الفيتنامي أن هذه السلطة يجب أن تكون سلطة الدكتاتورية الديموقراطية الشعبية المضطلعة بالمهمة التاريخية لدكتاتورية العمال والفلاحين في مرحلتها الثورية والديموقراطية الشعبية، والمهمة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا في فترة الانتقال إلى الاشتراكية والشيوعية.

    6 – لقد انخرطت الثورة الفيتنامية بقيادة الحزب الشيوعي الفيتنامي منذ بداياتها الأولى في خط الثورة العالمية الأممي معتبرة نفسها جزءا لا يتجزأ من الثورة العالمية، و من ثمة حاجتها للدعم من قبل الدول الاشتراكية و الحركة الشيوعية و العمالية الدولية و حركة التحرر الوطني و قوى السلم الديموقراطية في العالم.

    كان قد مضى عل تأسيس الحزب الشيوعي الفيتنامي 45 سنة عندما انتصرت الثورة الفيتنامية في الجنوب بعد سحق القوات الامبريالية والعميلة، وتحرير مدينة سايغون، التي أصبحت تسمى مدينة هوشي مينه، وذلك سنة 1975.

    إن تاريخ الحزب الشيوعي الفيتنامي، حزب الرئيس هو شي مينه تاريخ مجيد مليء بالتضحيات و البطولات، فهو تاريخ الطليعة، تاريخ هيئة أركان الطبقة العاملة الفيتنامية، التي قادت الفيتنام في النضال ضد اليابانيين و الإطاحة بالسلطة العميلة لهم، تلك الطليعة الشيوعية التي حققت ثورة غشت، و أسست جمهورية فيتنام الديموقراطية، أول دولة ديموقراطية شعبية في جنوبي شرق آسيا، كما قادت البلاد و أوصلتها إلى النصر عبر مقاومة طويلة الأمد ضد المستعمرين الفرنسيين المعتدين، فأنجزت الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية في شمال الفيتنام، فانتقل مبكرا إلى بناء الاشتراكية جاعلا من أرض الشمال قاعدة خلفية ثورية لمواصلة الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية في الجنوب، من أجل دحر العدوان الأمريكي و تحرير الجنوب و الدفاع عن الشمال و السير قدما نحو توحيد الفيتنام.

    لقد حقق الحزب الشيوعي الفيتنامي انتصارا مدويا على الامبريالية الأمريكية، فانتصرت الثورة ورفع علمها فوق سايغون، بعدما انهار نظام الاستعمار الجديد العميل.

    لقد تحقق كل ذلك بفضل تضحيات عشرات الألوف من الشهداء الشيوعيين والوطنيين، اللذين تحدوا الموت من أجل أن يحيى الفيتنام، فحين كان يسقط مناضل كان آخر يحل محله آخذا منه الراية، فمن أجل فيتنام ديموقراطية حرة واشتراكية كان المناضلون الشيوعيون ينطلقون موجة تلو موجة غير آبهين بالأخطار والعقبات من أجل بناء وطن ديموقراطي واشتراكي مستقل.

    علي محمود