Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

  • جواب أولي على أنفير خوجة بصدد كتاب "الإمبريالية والثورة" ــ الحلقة الثانية

    جواب أولي على أنفير خوجة

    بصدد كتاب

    "الإمبريالية والثورة"

    الحلقة الثانية

    كيف زور أنفير خوجة الثورة الصينية 1949 وتحولها إلى ثورة اشتراكية

    إن انتصار الثورة الصينية سنة 1949، كان بمثابة انتصار كبير للجماهير الصينية، التي قادها الحزب الشيوعي الصيني. إن هذه الثورة قد هزت العالم، وكان لها صدى معتبرا في كل البلدان، لكنها ساهمت، خاصة وبشكل كبير، في استيقاظ الشعوب المضطهدة القابعة تحت نير الاستعمار، لقد انتزعت من الامبريالية سوقا واحتياطيا من اليد العاملة ومنفذا لرساميلها تسكنه 600 مليون من الناس.

    في كتاب أنفير خوجة، في الجزء المخصص للتغيرات الحاصلة في العالم بعد الحرب العالمية الثانية (ص 13)، فالانتصار العظيم لسنة 1949 لم يتم حتى ذكره. هكذا، وبعد أخذ هوا – دينغ السلطة سنة 1976 وإعادة الرأسمالية، يتم محو الثورة الصينية سنة 1949 من الأحداث الهامة!

    بطبيعة الحال، لا يتعلق الأمر هنا بفعل مجاني، بل يتعلق الأمر في يومنا هذا، بإنكار صحة خط الحزب الشيوعي الصيني في الثورة الديموقراطية البورجوازية.

    I – تزوير أطروحات ماو تسي تونغ:

    في الصفحة 440 وما يليها، يتم الهجوم عل خط ماو بشكل مفتوح، وذلك حول مسألة الثورة الوطنية الديموقراطية في الصين.

    لنتمعن في هذه الهجومات:

    "لم يستطع ماو تسي تونغ أبدا فهم وشرح بشكل صحيح الروابط الوثيقة القائمة بين الثورة الديموقراطية البورجوازية والثورة الاشتراكية."

    ويقوم أنفير خوجة باقتباس مقتطف لماو:

    "إن تحول ثورتنا إلى ثورة اشتراكية هي مسألة تنتمي إلى المستقبل ... وفيما يخص معرفة متى يتم هذا الانتقال ... يمكن أن يتطلب هذا مرحلة طويلة بما يكفي طالما لم تتجمع كل الظروف السياسية والاقتصادية المطلوبة من أجل هذا الانتقال، وطالما هذا الانتقال لا يمكنه أن يفيد ولكن فقط يضر الغالبية العظمى من شعبنا، فلا يمكن أن يكون هناك حديث عن ذلك.". ماو، مجلد 1، ص 188.

    ثم يقوم خوجة بالتعليق التالي:

    "لقد تشبث ماو تسي تونغ على امتداد الثورة، بل وحتى بعد التحرير بهذا المفهوم المعادي للماركسية، الذي لا يتبنى انتقال الثورة الديموقراطية البورجوازية إلى ثورة اشتراكية.".

    إن هذا التأكيد لا أساس له، لأن ماو كان قد تحدث بشكل واضح حول هذه المسألة وفي مناسبات عديدة. لنلاحظ، ومن أجل أن نسهل المهمة، وضع أنفير خوجة بعض نقط التتابع بدل الجملة التالية في نص ماو تسي تونغ:

    "في المستقبل، فالثورة الديموقراطية ستتحول بشكل حتمي إلى ثورة اشتراكية.". المجلد 1، ص 188.

    لكن رغم هذه الخدعة، فإن مقتطف ماو صحيح بشكل مطلق:

    يمكن للثورة الديموقراطية أن تتحول إلى ثورة اشتراكية دون توفر بعض الظروف الاقتصادية والسياسية، إنها أبجدية الماركسية – اللينينية، فالذي يعطي للثورة الصينية طابعها المناهض للإقطاع والامبريالية، هو المرحلة المحددة للتطور الاقتصادي الصيني (سيطرة الإقطاع في البادية وإمبريالية في الصناعة والتجارة) والبنية الفوقية السياسية المطابقة لذلك. طالما أن الإقطاعية لم تتم تصفيتها ولم يتم طرد الإمبريالية، بمعنى آخر، طالما لم يتم استكمال الإصلاح الزراعي، والرأسمال الإمبريالي والبيروقراطي لم يتم تأميمهما، فالحديث عن الثورة الاشتراكية هو نوع من اللغو. وقد كتب ماو في مجلد 2، ص 351:

    "في بلد متأخر اقتصاديا كما هو حال الصين، فإن انتصار الثورة الديموقراطية سيأتي لا محالة بنوع من تطور الرأسمالية، وليس هذا إلا أحد نتائج الثورة الصينية وليس تأثيرها الشامل. أما التأثير الشامل فسيكون تطورا للعوامل الرأسمالية، والعوامل الاشتراكية بنفس القدر.

    أية عوامل اشتراكية؟

    ستكون الأهمية المتزايدة للبروليتاريا والحزب الشيوعي في علاقة القوى السياسية في البلاد، الدور القائد للبروليتاريا المعترف به، أو مرشح للاعتراف به من طرف الفلاحين، المثقفين والبورجوازية المدينية، قطاع الدولة في الاقتصاد المرتبط بالجمهورية الديموقراطية والقطاع التعاوني للاقتصاد المرتبط بالشعب العامل، وإذا أضفنا وضعا دوليا مناسبا، فإنه من المحتمل بشكل كبير أن الثورة الديموقراطية البورجوازية ستنجح في النهاية في إبعاد الطريق الرأسمالي عن الصين وتضمن لها مستقبلا اشتراكيا.".

    لقد حدد ماو تسي تونغ دائما العلاقة بين الثورة الديموقراطية البورجوازية بقيادة البروليتاريا والثورة الاشتراكية، وتشهد على ذلك العديد من الكتابات، مثل "الديموقراطية الجديدة"، "الثورة الصينية والحزب الشيوعي الصيني" ...إن كل هذا معروف.

      يزعم أنفير خوجة أن ماو تسي تونغ كان يدعو إلى مرحلة طويلة من التطور الرأسمالي قبل الثورة الاشتراكية، لكن العكس هو الصحيح. ففي العديد من النصوص تم ذكر الإجراءات الرئيسية الاقتصادية ومنها السياسية، التي أخذتها السلطة الشعبية، وكذلك مختلف أشكال الاقتصاد لنظام "الديموقراطية الجديدة".

    يتجنب أنفير خوجة التطرق لهذه القرارات، ويقوم بإنكار صحتها، ويتجنب كذلك شرح ما يعني في الصين الخط المعادي للماركسية، ويكتفي بالتأكيد بشكل قطعي أن ماو:

    "ليس مع تحول الثورة الديموقراطية البورجوازية إلى ثورة اشتراكية، ويتخيل أن هذا النوع من الحجج التي تعتمد فقط على "سلطة صاحبها" يمكن أن تؤثر علينا، فليس هناك أدنى تحليل ملموس، ولا أدنى مقتطف كامل بما يكفي وذا مغزى ... وإذا تمعنا في نصوص ماو تسي تونغ، سنجد (ص 384، مجلد 4) في تقريره المقدم إلى الدورة الثانية للجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر السابع، وذلك في الفصل السادس، تعريفا للقرارات الاقتصادية الأساسية، التي يجب اتخاذها بعد الانتصار في الصين كلها، وهذه القرارات تخص ستة ميادين وهي:

    1 – قيادة البروليتاريا عن طريق حزبها الشيوعي، وإلا هناك أخطاء يمينية.

    2 – إن الاقتصاد الزراعي والحرفي متأخر في الصين، ويجب أخذ هذا بعين الاعتبار وإلا هناك أخطاء يسراوية.

    3 – "إن الصناعة الحديثة الصينية متمركزة بشكل كبير بالرغم من أن قيمة إنتاجها لا تمثل إلا 10% تقريبا من الإنتاج العام للاقتصاد الوطني". تأميم هذا القطاع، قطاع قائد لكل الاقتصاد الوطني "والحال أن هذا القطاع من الاقتصاد لذو طبيعة اشتراكية وليس ذو طبيعة رأسمالية".

    4 – صناعة رأسمالية خاصة (بورجوازية وطنية)

    "يجب السماح لكل عناصر الرأسمالية المدينية والريفية المفيدة وغير الضارة بالاقتصاد الوطني لأن تتطور"

    "إن الرأسمالية ستكون محدودة بطرق مختلفة في الصين عن طريق تحديد حقل نشاطها، وعن طريق السياسة الضريبية وأسعار السوق وظروف العمل".

     5 - إن الزراعة والحرف الفردية، يجب أن توجه، بحذر وبشكل تدريجي نحو التجميع والتحديث.

    6 – مراقبة التجارة الخارجية.

    من هذه اللوحة الكاملة يستخرج أنفير خوجة فقط جملة حول تطور الرأسمالية الخاصة "يتجنب" التحديد المتضمن في الجملة نفسها، وهذا تزوير جديد للنص، ويتجنب خاصة تعريف حدود التطور الرأسمالي الخاص المتضمن في الفقرة نفسها (مجلد 4، ص 388) وهذا تزوير لأطروحة ماو بهدف تسهيل النقد.

    II – البروليتاريا والفلاحون

    في عرضه حول الثورة الصينية، يزعم أنفير خوجة أن ماو ينفي سيطرة البروليتاريا في الثورة، وأناط قيادة الجبهة بالفلاحين، ويعتبر الفلاحين كقوة قائدة للثورة الديموقراطية، ولأن نصوص ماو حول المسألة كانت واضحة وصحيحة مثل: "التحليل الطبقي للمجتمع الصيني"تحقيقات حول حركة الفلاحين في هونان" وجد نفسه مضطرا لمحاولة تنحيتها بهذا الشكل:

    "إن ماو تسي تونغ ...رغم كونه يتحدث عن دور البروليتاريا، فهو يقلل في الممارسة من سيطرتها في الثورة، ويعزز دور الفلاحين".

    إن ماو "يتحدث"، لكن لا تثقوا بذلك فهو ينفيها "في الممارسة". أين يبحث عن مراجعه حول هذا؟ أين هي الحجج "العملية" المذكورة من طرف أنفير خوجة؟ في الحقيقة، فماو ليس فقط "يتحدث" عن سيطرة البروليتاريا، بل إنه حدد العلاقات بين الثورة الديموقراطية والثورة الاشتراكية، وحدد الشكل الملموس الذي تتخذه سيطرة البروليتاريا في كل مراحل الثورة الصينية.

    فإلى أي "ممارسة" يشير أنفير خوجة لتنحية النصوص المعروفة لماو؟

    إنه يتناول أطروحتين لماو، والتي هي:

    1- الدكتاتورية المشتركة لعدة طبقات ثورية في الثورة الديموقراطية الجديدة.

    2 – التكتيك الثوري لتطويق المدن من طرف البوادي.

    في الصفحة 448، من كتابه، يؤاخذ أنفير خوجة على ماو كونه تبنى في المرحلة الديموقراطية للثورة دكتاتورية مشتركة لعدة طبقات ثورية بإقحام البورجوازية الوطنية، فكتب ما يلي:

    "في كتابه "الديموقراطية الجديدة" بشر ماو تسي تونغ، بعد انتصار الثورة الصينية بإنشاء نظام يعتمد على تحالف "الطبقات الديموقراطية"، حيث تشمل، بالإضافة إلى الفلاحين والبروليتاريا، البورجوازية المدينية والبورجوازية الوطنية". هكذا، إذن، "بشر" ماو بالماركسية – اللينينية!

    بالنسبة لأنفير خوجة، إذا كان الأمر يتعلق بنفي "دكتاتورية مشتركة"، فإنه يجهل أبجدية الماركسية، فمعروف جدا أن مفهوم الدكتاتورية المشتركة أنشئ من طرف لينين في كتابه "تكتيكان للاشتراكية الديموقراطية".

    يشرح لينين في هذا النص، أنه في مرحلة الثورة الديموقراطية البورجوازية، فإن سلطة الدولة لا يمكن أن تكون إلا دكتاتورية مشتركة لعدة طبقات ثورية. إن شعار دكتاتورية البروليتاريا كان شعار الثورة الاشتراكية، التي كانت فيها البروليتاريا وحدها طبقة ثورية.

    في روسيا، طرح الحزب البلشفي شعار دكتاتورية البروليتاريا والفلاحين، بعد تجربة الثورة الروسية وتحليل الامبريالية من طرف لينين، فإن خط الدكتاتورية المشتركة كان خط كل الحركات الشيوعية العالمية في الثورة الديموقراطية من طراز جديد، وفي حركة التحرر الوطني، التي تقودها الأحزاب الشيوعية. بالمناسبة، فإن ألبانيا لم تكن استثناء، ويمكن أن نقرأ في تاريخ حزب العمل الألباني (ص، 224):

    "نظرا لمحتواه الطبقي، ونظرا للمهام التي زاولها، فإن سلطة مجالس التحرر الوطني كانت تمثل دكتاتورية ديموقراطية للقيادة الثورية تحت القيادة المباشرة والحصرية للحزب الشيوعي".

    إن هذه النقطة واضحة جدا، يبقى علينا تفحص أطروحة أنفير خوجة التي ينتقدها، أي ليس مبدأ الدكتاتورية المشتركة لعدة طبقات ثورية، ولكن تطبيقها العملي في الصين، يعني يعيد النظر في مسألة توسيع الجبهة والدكتاتورية المشتركة، لتشمل بعض الطبقات، كما يظهر، البورجوازية الصغيرة المدينية والبورجوازية الوطنية.

    نعرف أن الثورة الروسية في مرحلتها الأولى، كانت خاصيتها، أنها موجهة أيضا ضد البورجوازية، من هنا شعار "دكتاتورية ديموقراطية ثورية للبروليتاريا والفلاحين"، شعار - ولنلاحظ ذلك جيدا – الذي يعبر عن الدكتاتورية المشتركة لعدة طبقات، الفلاحون اللذين لا يمثلون طبقة واحدة. لكن بالضبط، بما أن البورجوازية الليبرالية تكون خارج الدكتاتورية الديموقراطية، فهذا يشكل خصوصية الثورة الروسية وليس مبدأ شاملا.

    إن هذه الخصوصية آتية من الظرف الموضوعي لروسيا القيصرية، التي لم تكن فقط بلدا شبه إقطاعي، ولكن أيضا دولة إمبريالية ومضطهدة، بينما في الصين كانت البورجوازية، بحكم السيطرة الإمبريالية عل البلد منقسمة إلى قسمين، قسم بيروقراطي، وكومبرادور مرتبط بالإمبريالية، وقسم آخر يشكل ما يسميه ماو "البورجوازية الوطنية" المضطهدة من طرف الإمبريالية.

    هذا ما يفسره ستالين منذ 1926 ضد الشعارات المغامرة للمعارضة التروتسكية:

    "سمعت المعارضة بقول إن ثورة بورجوازية وقعت في الصين، وتعرف أيضا أن الثورة البورجوازية في روسيا كانت ضد البورجوازية، من هنا، فهي قاعدة جاهزة للصين: فلتسقط كل حركة مشتركة مع البورجوازية، عاش الانسحاب الفوري للشيوعيين من الكيومنتانغ (أبريل 1926) [1].

    لكن المعارضة نسيت أن بالاختلاف عن روسيا 1905، فالصين بلد شبه استعماري، مضطهد من طرف الإمبريالية، لهذا السبب فقط، فالثورة الصينية يتبين أنها ببساطة ثورة بورجوازية، ولكن ثورة بورجوازية معادية للإمبريالية، أن الإمبريالية في الصين تقبض بين يديها العناصر الأساسية للصناعة، التجارة والنقل، إن نير الإمبريالية يضرب ليس فقط الجماهير العمالية للصين، ولكن بعض الفئات من البورجوازية الصينية أيضا، أن البورجوازية الصينية، يمكن بالتالي أن تساند في بعض الظروف، وفي وقت محدد الثورة الصينية".

    هكذا، بالنسبة للصين، فإن شعار الدكتاتورية المشتركة يتضمن البورجوازية المدينية والبورجوازية الوطنية، علاوة على البروليتاريا والفلاحين.

    من هنا، فإن صياغة "الدكتاتورية الديموقراطية الشعبية"، التي توجد تحت قيادة الطبقة العاملة (بواسطة الحزب الشيوعي الصيني) وترتكز على تحالف العمال والفلاحين". إن هذه الصياغة تشير في نفس الوقت إلى مهام مرحلة الثورة الديموقراطية الوطنية، التحالف الطبقي الأساسي (الطبقة العاملة – الفلاحون)، وفي نفس الوقت الذي يتعلق فيه الأمر بتحالف مفتوح على طبقات أخرى (مرتكزة على ...). هذه الصياغة تتلاءم جيدا مع واقع الثورة الصينية، ومع تحليل الطبقات للمجتمع الصيني، شبه استعماري وشبه إقطاعي (انظر مجلد 4 "في الدكتاتورية الديموقراطية الشعبية").

    إن الممارسة الثانية لماو في نظر أنفير خوجة، أنها تعيد النظر في مسألة هيمنة البروليتاريا في الثورة، التي ستكون تكتيكا لمحاصرة المدن بالفلاحين، ويلخص أنفير خوجة موقف ماو تجاه الفلاحين:

    "قال إن كل الأحزاب والقوى السياسية الأخرى عليها أن تذعن للفلاحين ولمفاهيمهم".

    بعد هذه الجملة "القطعية" حول ماو يورد المقتطف التالي: "تقرير حول التحقيق الذي تم في هونان حول حركة الفلاحين" (مجلد 1، ص 22).

    "سنرى مئات الملايين من الفلاحين ينهضون، متهورين، يقهرون مثل العاصفة ولا يمكن لأي قوة أن تمنعهم ... سيضعون على المحك كل الأحزاب والجمعيات الثورية، كل الثوريين، من أجل، إما أن يقبلوا آراءهم أو يرفضونها".

    إذا رجعنا إلى الإصدارات الفرنسية للأعمال المختارة لماو، يمكن أن نلاحظ أن هذا المقتطف المعبر عنه يخون المعنى، وأكثر من ذلك يخون روح نص ماو.

    أولا، لا يمكن أن نتأسف عل أنه في الترجمة الفرنسية لكتاب أنفير خوجة لم يتم نقل مقتطفات ماو انطلاقا من الطبعة الفرنسية لمؤلفات ماو، لأن جملة: "من أجل، إما أن يقبلوا وجهة نظرهم أو يرفضونها" كان يمكن أن تكون "اللذين يتعين عليهم الوقوف إلى جانبهم" الشيء الذي لا يعني نفس الشيء.

    ثانيا – وهذا هو المهم – فإن تقطيع المقتطف يزور أطروحة ماو، بالفعل، ففي مكان النقط المتتالية، يوجد في الحقيقة محتوى نضال الفلاحين المعادي للإمبريالية والمعادي للإقطاع. إن حذف ذلك معناه تزوير فكر ماو. ويلي الجملة "المختارة" من طرف أنفير خوجة:

    "أن نكون على رأس الفلاحين ونقودهم، أو البقاء خلفهم ونكتفي بنقدهم بقوة حركات سلطوية؟ أو الوقوف أمامهم من أجل محاربتهم؟ كل صيني هو حر في اختيار واحدة من هذه الطرق الثلاثة، لكن الأحداث تفرض على كل واحد أن يحدد اختياره بسرعة".

    إذن، يقدم أنفير خوجة موقف ماو تجاه الحركة الفلاحية "بحذف" مضمون حركة الفلاحين في الصين في سنة 1927، والموقف التكتيكي للحزب الشيوعي الصيني تجاه هذه الحركة. هذا الموقف هو بالضبط موضوع النص المشار إليه: "وأن نكون على رأس الفلاحين وأن نقودهم".

    في بداية الفصل حول ماو، يعلن أنفير خوجة أن الأعمال المختارة لماو مكونة من مواد "تم التلاعب بها بقدر كبير من العناية" بما يجعلنا نستنتج بأنه يسمح لنفسه بإعادة حقيقة النصوص إلى نصابها وذلك على طريقته؟

    يبقى علينا أن نعالج المسألة في عمقها:

    هل محاصرة المدن من طرف البوادي هو مرادف لهيمنة الفلاحين على الثورة؟

    إليكم ما قاله ماو تسي تونغ:

    "إن عدم التطور الاقتصادي اللامتساوي في الصين (التي ليس لها اقتصاد رأسمالي موحد)، شساعة ترابها (الذي يعطي للقوى الثورية إمكانية المناورة)، لا وحدة معسكر الثورة المضادة الصينية، والعديد من التناقضات التي تمزقها. إن هذه العوامل المختلفة، مضاف إليها واقع، أن نضال الفلاحين القوة الرئيسية للثورة الصينية، يقودها حزب البروليتاريا، الحزب الشيوعي، كل هذا له نتيجة، من جهة، فالثورة الصينية يمكن أن تنتصر أولا في المناطق الريفية، ومن جهة أخرى، ستتطور بشكل غير متساوي، ومن أجل انتصارها الشامل، ستتطلب نضالا طويلا وشاقا".

    نستنتج من هذا، أن محاصرة المدن من طرف البوادي لها علاقة بهيمنة الفلاحين في الثورة. كل تاريخ الثورة في الصين يشهد على أن الحرب الفلاحية لم تأخذ حجما كبيرا [2]، ولم تتطور فعاليتها إلا لما أصبحت تقودها البروليتاريا والحزب الشيوعي الصيني. ويبقى أن الفلاحين هم القوة الرئيسية للثورة وليست القوى القائدة، وأن محاصرة المدن من طرف البوادي هي تكتيك ثوري يتمشى مع الوضع الملموس للصين، ففي هذا البلد الشاسع، فبدون وحدة اقتصادية وسياسية، موزع بين مختلف الدول الإمبريالية، وتحكمه العديد من المراكز السياسية، إضافة إلى العديد من الطغاة المحليين و "أسياد الحرب"، فأخذ السلطة في مدينة هامة لا معنى له، ولا يعتبر انتصارا حاسما (على خلاف سان بترسبورغ في روسيا).

    هذا أمر معروف، لكن هناك، حيث تصبح سطحية تأكيدات أنفير خوجة حقيقة تثير الاشمئزاز، وصمته عن كون هذا الدرس عن التكتيك الثوري أدى ثمنه الشيوعيون الصينيون بدمائهم وبثمن مرتفع سنة 1927. إن هذا التكتيك لا يستثني العمل في المدن، فبدون هذا العمل الشيوعي ما كان بإمكان الثورة أن تنتصر وأن تستمر بعد الانتصار، فقد أشار ماو تسي تونغ سنة 1939:

    "إن التأكيد على العمل في القواعد الريفية لا يعني التخلي عن العمل في المدن وفي المناطق القروية الشاسعة، التي لا زالت تحت سيطرة العدو، فبالعكس، بدون العمل في هذه المدن وهذه المناطق ستكون القواعد الريفية معزولة، والثورة سائرة إلى الفشل. علاوة على ذلك، فإن الهدف النهائي للثورة هو الاستيلاء على المدن، القواعد الرئيسية للعدو، ولا يمكن الوصول إلى ذلك بدون أن نقوم بعمل كاف داخلها.

     في الأخير، وككل تكتيك، فإن هذا التكتيك لم يستعمل دائما من طرف الحزب الشيوعي الصيني، فعندما تغيرت ظروف النضال تغير التكتيك.

    هكذا، ففي مارس 1949، وفي مداخلته أمام الدورة الثانية للجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر السابع، أشار ماو إلى أن مركز الثورة للحزب الشيوعي الصيني انتقل من البادية إلى المدينة، وأن انتصار الثورة في جنوب البلاد سيتم تحقيقه بالهجوم على المدن الكبيرة قبل الاستيلاء على البوادي.

    إن تأكيدات أنفير خوجة حول محاصرة المدن من طرف البوادي، باعتبارها استراتيجية لهيمنة الفلاحين في الثورة لا أساس لها، وبدون تحليل جاد لواقع الثورة الصينية. لكن بإمكاننا أن نطرح سؤالا:

    هل تصرف حزب العمل الألباني في ألبانيا على خلاف ذلك في نضال التحرر الوطني عن طريق محاصرة المدن بواسطة البوادي؟

    ترجمة: جميلة صابر

    يتبع بحلقة ثالثة

     الهوامش:

    [1] ــ ملحوظة المحرر: نقوم بهذا الحصر لأنه غير مؤكد أن النصيحة المقدمة إلى الحزب الشيوعي الصيني من طرف ستالين بالبقاء داخل الكيومنتانغ هو أمر صحيح، لكن الشكل الذي به سيتحقق التحالف الطبقي داخل أو خارج الكيومنتانغ لا يغير من صحة التحليل الطبقي المعبر عنه هنا، إنه نقاش آخر، ومسألة تكتيكية هي للتوضيح.

    [2] ــــــ لقد عرفت الصين بالفعل عددا من "ثورات الفلاحين" (جاكري) وتمردات فلاحية عنيفة، لكن لم يكن لها أفق، لقد سحقت في الدم أو استعملت من طرف الأسياد الإقطاعيين في صراعاتهم الداخلية، هذه الحركة الفلاحية العفوية الواسعة الصينية لم تكن لها أية قيادة حازمة.