Ok
En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.
Aller au contenu
Le Centre Marxiste-Léniniste d'Etudes, de Recherches et de Formation
الـشــرارة
من الشرارة يولد اللهيب
الشرارة، الأداة النظرية للمركز الماركسي ــ اللينيني
للدراسات و الأبحاث و التكوين
لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية
من أجل خط ثوري ماركسي ــــ لينيني
جواب أولي على أنفير خوجة
بصدد كتاب
"الإمبريالية والثورة"
(الحلقة الأولى)
مقدمة المترجم
إن النص الثاني الذي نقدمه للقارئ والمناضل، ضمن سلسلة الرد على أطروحات الخوجيين التحريفية، صدر سنة 1978 وموقع من طرف "المنظمة الشيوعية الماركسية – اللينينية – الطريق البروليتاري -"، وهي منظمة فرنسية تأسست سنة 1976. وقد جاء هذا التأسيس نتيجة للتطورات التي عرفها اليسار الثوري الفرنسي بداية منتصف سبعينيات القرن الماضي. ومن المعلوم أن ستينيات القرن الماضي قد عرفت انتشار العديد من المنظمات والحركات في فرنسا، التي تأثرت بشكل كبير بفكر ماو تسي تونغ وأطروحات الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى في الصين، وذلك في سياق النضالات العمالية والتحولات الإيديولوجية العميقة، التي صاحبت ماي 68 في فرنسا.
هكذا نشأت "حركة ماوية" قوية، معارضة للخط التحريفي للحزب الشيوعي الفرنسي، الذي كان سباقا في تبني خط تحريفي منذ 1936 عندما ساند حكومة إصلاحية، ثم استمر في خطه بعد تحرير فرنسا من الاحتلال النازي عندما شارك في الحكومة الديغولية، ودعا من موقعه ذاك، العمال الفرنسيين إلى إعادة بناء الرأسمالية الفرنسية، فانضاف انحرافه الإصلاحي إلى انحرافه "الوطني" في وقت كانت فيه العديد من دول إفريقيا وآسيا ترزح تحت نير الاستعمار الفرنسي. ومعلوم أن هذا الحزب كان وراء الخطوط التحريفية للأحزاب الشيوعية في شمال إفريقيا، التي كانت تنتظر بناء الاشتراكية في فرنسا لتتحرر بلدانها.
في مواجهة هذا الحزب التحريفي، نشأ اليسار الثوري في فرنسا رافعا راية الماركسية – اللينينية - فكر ماو تسي تونغ، راية الثورة العالمية.
ابتداء من أوائل السبعينيات، خاصة منذ منتصفها، عرفت الحركة نقاشات واسعة ومتناقضة حول تجربتها ودروسها، خاصة بعد حل أشهر فصيل داخلها وهو "اليسار البروليتاري". وبعد تقديم حصيلة نقدية للفشلات التاريخية للتجارب الاشتراكية، والنضالات العمالية لسنة 1968 بفرنسا، قام مجموعة من المناضلين بتأسيس "المنظمة الشيوعية الماركسية – اللينينية – الطريق البروليتاري –" وذلك سنة 1976. وقد جاء مؤسسو المنظمة من اتجاهين أساسيين:
- الاتجاه الأول: جاء من تيار ماركسي – لينيني، كان يصدر نشرتين تحت عنوان: "اليقظة" و "البروليتاري – الخط الأحمر".
- الاتجاه الثاني: جاء مباشرة مما يسمى ب " الحركة الماوية" ("اليسار البروليتاري"، "الحزب الشيوعي الماركسي – اللينيني الفرنسي" ...).
وقد شكل تأسيس "المنظمة الشيوعية الماركسية – اللينينية – الطريق البروليتاري-..." فضاء التقى فيه مناضلون حملوا إلى التنظيم مكتسباتهم النظرية، وآخرون حملوا إليه خبرات النضال الطبقي، خاصة العمالي.
تعرف هذه المنظمة بنضالها ضد الإمبريالية والشوفينية، وتقوم بمساندة النضال من أجل المساواة في الحقوق بين الفرنسيين والمهاجرين، وتحارب العنصرية والتمييز الجنسي، وتناضل من أجل المساواة بين الرجل والمرأة، كما تعرف المنظمة بمساندتها التامة للقضية الفلسطينية ولنضالها العادل ضد الكيان الصهيوني، وترفع شعار الدولة الديموقراطية على كامل أرض فلسطين، وعموما، تنخرط في سيرورة النضال الثوري من أجل بناء الحزب الشيوعي الفرنسي.
عندما قام الانقلابيون التحريفيون في الصين، بالاستيلاء على قيادة الحزب الشيوعي الصيني استمرت المنظمة في الدفاع عن خط ماو تسي تونغ، وقامت بقراءة نقدية لتجارب البناء الاشتراكي من أجل التصدي للخطوط التحريفية الجديدة، التي ظهرت على السطح خاصة تلك التي روج لها أنفير خوجة، الذي قام بمهاجمة ماو تسي تونغ والثورة الصينية، مروجا للعديد من الأكاذيب والتشويهات، وجدت صدى عند بعض الجاهلين والانتهازيين، اللذين رموا بكل الإرث الثوري للتجربة الصينية وقيادة ماو تسي تونغ، ذلك الإرث الذي سمح بمواجهة التحريفية الخروتشوفية والتصدي لها، وأنار طريق الثورة العالمية. ويشكل كتاب أنفير خوجة "الإمبريالية والثورة" نموذجا صارخا للتحريفية الجديدة، التي عادت بالحركة الشيوعية العالمية بعشرات السنين إلى الوراء.
نقدم هنا مرة أخرى ردا مفحما لأحد الفصائل الثورية في السبعينات على مثل هذه الترهات، التي أفقدت بعض المناضلين سلاح مواجهة التحريفية ودروس الثورة الثقافية الصينية، وأصبحوا مجردين من السلاح الثوري، وألقوا بأنفسهم في براثين التحريفية.
ــــــ نص الكتاب ـــــ
جواب أولي على أنفير خوجة
بصدد كتاب
"الإمبريالية والثورة"
ترجمة: جميلة صابر
تقديم
لقد دعمنا حزب العمل الألباني في نضاله ضد "نظرية العوالم الثلاثة"، وعندما جر عليه نضاله الشجاع إجراءات انتقامية من طرف التحريفيين، اللذين يوجدون على رأس الحزب الشيوعي الصيني (المقصود هنا القيادة التي قامت بانقلاب بعد وفاة ماو تسي تونغ)، وقد كان موقفا صحيحا، ودعمنا أيضا، وبشكل أساسي، خلاصات المؤتمر السابع لحزب العمل الألباني.
لقد فتح المؤتمر آفاقا جيدة للحركة الشيوعية العالمية، وهذا، رغم بعض النواقص والأخطاء (أساسا حول مسألة أوروبا، الحرب والاستقلال الوطني). كان عندنا أمل أن حزب العمل الألباني في الأخير سيتحسن بتعميق النضال ضد التحريفية الجديدة، وكان عندنا أمل بعد المؤتمر السابع، الذي أعطى دفعة قوية لهذا النضال أن يثير بصراحة الأسئلة التي تشكل عرقلة أمام وحدة الماركسيين – اللينينيين العالمية: نقد القومية والديموقراطوية، التي تمد جذورها إلى حد بعيد في تاريخ الحركة الشيوعية العالمية (إلى غاية الأممية الثالثة)، الحصيلة العميقة إلى حد ما لإعادة الرأسمالية للاتحاد السوفياتي وهزيمة الماركسيين – اللينينيين في الصين إلخ...
إذا كنا اليوم ننتقد حزب العمل الألباني علانية فلأنه يدير ظهره لهذه الطريق، ولكن ليس فقط بسبب هذا، إننا ننتقده علانية أيضا، بصفة خاصة، لأنه كلما استمر في أخطائه والزيادة في خطورتها، كلما رفض بعناد كل مناقشة وتبادل متناقض، واستمر في قياس درجة الإخلاص للماركسية – اللينينية على أساس التبعية تجاه آراءه الخاصة.
لم نعتبر أبدا أن كل اختلاف مع الماركسيين – اللينينيين يستوجب منح مؤهلات "نهائية". إن الأخطاء يمكن ارتكابها ويمكن تصحيحها، على عكس ما يظنه أولئك اللذين يخلطون بين الصراع الإيديولوجي ولعبة المذبحة، والتي تنصب أمام كل اختلاف في الرأي حائطا يصعب اختراقه. هذا الموقف لم يمنعنا أبدا من التعبير بكل استقلالية عن آرائنا الشخصية الخاصة، وإن كانت تختلف عن آراء حزب العمل الألباني: المسألة الوطنية، ماو تسي تونغ، الحرب الصينية – الفيتنامية، الحزب الشيوعي العمالي الفرنسي إلخ...
إن البحث عن الوحدة والنقاش مع الماركسيين –اللينينيين ليس لا بالتبعية ولا بالتوافق مع الانتهازية.
رغم رسائلنا وتصريحاتنا، فإن حزب العمل الألباني قرر إغلاق الباب أمام كل نقاش، فقد استمر في خطأ هو قديم أصلا، والذي يتمثل في "الاعتراف" بالأحزاب الزائفة، كلما ضاعفت مجموعة من الانفصاليين والمغامرين (مثل الحزب الشيوعي العمالي الفرنسي، في فرنسا) التصريحات الدبلوماسية للولاء.
وجه حزب العمل الألباني هجوما مفاجئا ضد ماو تسي تونغ، وحاول فرض وجهات نظره على الماركسيين – اللينينيين بتقديم موقفه كخط عام للحركة الشيوعية العالمية، لكن موقف حزب العمل الألباني مهما كان مرموقا، فهو ليس إلا رأي حزب واحد، وليس أكثر، وهذا الرأي ليس رأينا.
إن النقاش شكل من أشكال الصراع، والبوليميك شكل آخر، فعندما تكون القضية تتعلق بمبادئ الماركسية – اللينينية، فإنه لا يتم التوقف عند شكل معين، وهي بالفعل موقف، فواحدة من الإنجازات التاريخية لماو تسي تونغ، هو أنه كان الأول، الذي بدأ استخلاص حصيلة التجربة الماضية للحركة الماركسية – اللينينية، فقد قام بخطوة هامة في طريق نقد أخطاء الحركة الشيوعية العالمية، وبالأساس أخطاء ستالين والحزب الشيوعي السوفياتي في بناء الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي. إننا نخال، أن طريق نهوض الحركة الشيوعية العالمية، هو السير في الخط الذي رسمه ماو تسي تونغ، والدفع بالتحليل إلى أبعد مدى، لأنه من البديهي أن الصعوبات التي تعترض الماركسيين – اللينينيين في العالم كله منذ 15 سنة، للتخلص من التحريفية، وبناء أحزاب ماركسية - لينينية صلبة، ترجع إلى عراقيل في العمق. لقد حصلنا على إرث الحركة الشيوعية العالمية بدون أن نقوم بما يكفي من الفرز (انظر في الملحق)، لكن حماية الأخطاء السابقة هكذا، فإن الأمر ينتهي بتبنيها وإعادة إنتاجها.
من خلال "مسألة ماو"، فالأمر لا يتعلق بموضع تساؤل حول رجل، بل يتعلق الأمر بموضع تساؤل حول التوجه الأساسي للماركسيين – اللينينيين حول مجموعة من المسائل الحيوية، والعودة إلى أخطاء الماضي: حول الطبقات، صراع الطبقات، دكتاتورية البروليتاريا، حول الحزب، المادية الديالكتيكية إلخ ...
إن كتاب أنفير خوجة "الإمبريالية والثورة" لا يشكل تركيبا لما هو متقدم في الحركة الشيوعية العالمية، فهو على العكس، يشكل هجوما ضد النقطة الأكثر تقدما في النظرية والممارسة (الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى الصينية) والرجوع إلى الوراء لأكثر من 30 سنة من تطور الماركسية – اللينينية. إن كراستنا، تشكل جوابا أوليا على الأطروحات المغلوطة لحزب العمل الألباني، ونحن بعيدون عن التناول بشكل عميق كل القضايا التي يثيرها كتاب أنفير خوجة، وأقل من ذلك الإتيان بحل للعدد الكبير من المشاكل، التي يطرحها الماركسيون – اللينينيون.
لا يمكن، علاوة على ذلك، الإجابة على كل الأسئلة على قاعدة نقد كتاب أنفير خوجة، لأن هذا الكتاب سطحي لأقصى درجة في عرض المشاكل، وذاتوي في خلاصاته. سنتتبع بشكل منهجي هذا العمل، وبالأخص تحليل الثورة الصينية، والثورة الثقافية البروليتارية الكبرى الصينية، وأسباب الفشل المسجل من طرف الماركسيين – اللينينيين في الصين، سنتتبعه مع كل الماركسيين – اللينينيين، اللذين في العالم وفي فرنسا، يتقاسمون معنا (انشغالاتنا، وفي ترابط مع مجموع المهام السياسية، التي حددتها منظمتنا).
اللجنة الإدارية للمنظمة الشيوعية
الماركسية – اللينينية – الطريق البروليتاري
الفصل الأول
كيف ينظر حزب العمل الألباني إلى الماضي
إن واحدة من الصعوبات الكبرى التي يواجهها أنفير خوجة في كتابه، هي بدون أدنى شك، شرح الانعطاف 180 درجة، الذي تعامل به حزب العمل الألباني تجاه ماو والثورة الصينية. لقد حاول أنفير خوجة بعيدا عن تقديم نقد ذاتي كما كان منتظرا منه، تبرير هذا الانعطاف، ثم بشكل بهلواني تماما، حاول اقتراح استمرارية بين الموقع الحالي لحزب العمل الألباني، والموقف السابق. إن الحجتين المقدمتين لدعم هذه الأطروحة، هي أولا، جهل الوضعية الحقيقية للحزب الشيوعي الصيني في الماضي، ثانيا، التحفظ الذي سيعتمد عليه حزب العمل الألباني تجاه ماو والحزب الشيوعي الصيني خلال السنوات الماضية. (ص 405 والصفحات التي تليها).
***
إن الحجة الأولى عديمة التأثير بشكل واضح، لأن أطروحات ماو الأساسية المنتقدة في هذا الكتاب هي معروفة منذ زمن طويل، لأن معرفة كل تفاصيل حياة ونشاط الحزب الشيوعي الصيني ليست ضرورية لإجراء تقييم للخط الذي تبناه، فأعمال ماو ليس فيها أي شيء "غامض" (لغز).
كتب أنفير خوجة:
" أما بالنسبة للمجلدات الأربعة من أعمال ماو، والتي يمكن اعتبارها رسمية، ليس فقط المواد التي تحتوي عليها، لا تذهب فقط إلى غاية عام 1949، ولكن تم التعامل معها بكثير من العناية، وأنها لا تعطي صورة دقيقة عن الأوضاع كما تطورت في الحقيقة.
إن العرض السياسي والنظري للمشاكل في الصحافة الصينية، ولن نتحدث هنا عن الأدبيات، حيث ساد منتهى اللبس، ليس له إلا خاصية دعائية".
هذه طريقة إلى حد ما خشنة، للتخلص من الوثائق المعروفة لماو والحزب الشيوعي الصيني، بالشكل الذي، في الصفحات اللاحقة من الكتاب، يمكن أنفير خوجة من أن يتجنبها في مواجهة موضوعية بين هذه الانتقادات ونصوص الحزب الشيوعي الصيني وماو المعروفة.
إنه بالشروع في إقصاء النصوص المرجعية، يمكن هكذا إعطاء بعض الاعتبار لأطروحة "الجهل" لحزب العمل الألباني، وخاصة، يمكن للمرء ذي ضمير حي، استبدال هذه النصوص ب "ملخصاته" الخاصة لمواقف ماو، والقيام بتمرير عرض مزور لأطروحات ماو من أجل استعادة بسيطة للحقيقة. فيما يلي من صفحات الكتاب، سيستخدم أنفير خوجة وسيفرط في هذه العملية البوليميكية السيئة.
لكن أطروحة الجهل ليست خاطئة فقط، بل هي تنقلب بشكل واضح على صاحبها: بالفعل إذا كان حزب العمل الألباني لا يمكن أن يدين ماو في الماضي بسبب جهله للوضعية الحقيقية، ما ذا تغير اليوم، ومن أين تأتيه هذه الرؤى اليوم؟ يمكن أن نستخلص أنه يأتي بهذه المعلومات "الجديدة" من القادة الحاليين للحزب الشيوعي الصيني!
***
إن الحجة الثانية لأنفير حجة، لكي يقترح استمرارية ملاحظاته عن الحزب الشيوعي الصيني وعن ماو، وهي أطروحة "تحفظ"حزب العمل الألباني تجاه ماو:
"إن حزبنا بتحليله للوقائع، توصل إلى بعض الخلاصات، عامة وخاصة، التي تؤدي به إلى أن يكون حذرا، إلا أنه إذا كان يتجنب البوليميك مع الحزب الشيوعي والقادة الصينيين، فليس لأنه يخشاها، بل لأن المعطيات التي كان يتوفر عليها حول الطريق الخاطئ المضاد للماركسية لهذا الحزب ولماو تسي تونغ نفسه كانت غير مكتملة ولا تسمح له باستخلاص نتائج نهائية".
هذا بالنسبة للفترة السابقة عن الثورة الثقافية. إن رأي حزب العمل الألباني الذي كان قد تكون: وحدها فرصة بوليميك مناسبة كانت محط تساؤل في الوقت نفسه الذي كان ينقص فيه تأكد حول نقطة اللاعودة للحزب الشيوعي الصيني في طريق التحريفية. هذه بشكل كبير هي الوضعية: حزب العمل الألباني له مسبقا رأي سلبي، لكنه حذر وينتظر تأكيدا فجاءت إذن الثورة الثقافية.
"لقد ساند حزبنا الثورة الثقافية، لأن انتصارات الثورة في الصين كانت في خطر، لقد قال لنا ماو تسي تونغ نفسه، إن الحزب والدولة عندنا في الصين قد اغتصبته مجموعة ليو شا وشي و دينغ كسيا وبينغ و أن انتصارات الثورة الصينية كانت مهددة".
إن حزب العمل الألباني، الذي كون رأيه على أساس ماو والحزب الشيوعي الصيني، يقرر أن يساند الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى على أساس كلمة بسيطة من ماو. نظن أننا نحلم. كيف يمكن في هذه الظروف تقييم موقف حزب العمل الألباني؟ وهو موجود هنا مسبقا في هذين الاقتباسين لأنفير خوجة، فإما هذا كذب أو انتهازية خطيرة جدا.
لكن حزب العمل الألباني لم يكن ليساند صراحة الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى، كان عليه أن يساندها بتحفظ حسب مفاهيمه الخاصة:
"إن حزبنا قد دافع عن الشعب الصيني الشقيق، وعن أسباب الثورة والاشتراكية في الصين، وليس عن الصراعات التكتلية المعادية للماركسية، التي تتصادم وتذهب إلى غاية المواجهات المسلحة من أجل أخذ السلطة".
خارج أنه من الصعب علينا تصور أن هذه الجملة يمكنها أن تترجم جيدا كموقف عملي – مساندة ثورة بينما الأمر يتعلق فقط بتكتلات معادية للماركسية – فإن كل الماركسيين –اللينينيين يعرفون أن هذا لا يتلاءم مع الواقع. إن استعمال مثل هذه الحجة هو التكهن بجهل الماركسيين – اللينينيين، لكن يمكننا أن نورد عشرة، عشرين، ثلاثين نصا أو خطابا ألبانيا، ابتداء من تلك الصادرة عن كبار قادة حزب العمل الألباني إلى أبسط مقالات الصحافة، التي يمكن أن تقرأ فيها مدحا فيه إطراء للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى الصينية ولماو، وكذلك اتخاذ مواقف واضحة لصالح "كتلة" ماو واللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
إذا كان حزب العمل الألباني قد أظهر تحفظا، فماذا كان يمنعه من كتابة:
"إنكم أنتم الرفيق ماو تسي تونغ، الذي أطلق وقاد شخصيا الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى الصينية، التي كان نجاحها انتصارا كبيرا للماركسية – اللينينية، ليس فقط على الصعيد الوطني ولكن أيضا على الصعيد الدولي. إن انتصار قضية الاشتراكية والشيوعية هي مصدر إلهام لكل الحركة الثورية في العالم. إن الثورة الثقافية قد أفشلت الخط الخياني للمرتد ليو شا وشي، وعززت انتصارات الاشتراكية ودكتاتورية البروليتاريا في الصين.
تحت قيادتكم اكتشف الحزب الشيوعي الصيني، وسحق المؤامرة الخطيرة المضادة للثورة للطغمة المعادية للحزب والوصولي البورجوازي، المتآمر والمرتد لين بياو".
أنفير خوجة، رسالة بمناسبة الذكرى 80 لميلاد ماو
"إننا نقدر الموقف المتخذ تجاه هذه الثورة الكبرى، فهي حجر الزاوية وصالحة اليوم للتمييز بين الماركسيين – اللينينيين والتحريفيين والانتهازيين، التمييز بين الثوريين الحقيقيين والمعادين للثورة. إن التزام الصمت حول حدث بهذه الأهمية، التي يأخذ معنى تاريخيا عالميا، معناه أن يكون ذلك موقف محدد حول مسألة مبدأ له نفس حيوية الصراع بين طبقتين، خطين وطريقين".
م. شيهو، 1967، خطاب في شنغهاي
هل يمكن أن نسمي هذا "نوعا من التحفظ"؟
يزعم أنفير خوجة في كتابه، تجاه ماو تسي تونغ، أنه:
"في صحافتنا، وصف ماو تسي تونغ أنه ماركسي – لينيني، لكن لم نستعمل أبدا، ولم نصادق على تعاريف الدعاية الصينية، التي وصفت ماو ب "الماركسية –اللينينية الكلاسيكية وفكر ماو" بالمرحلة الثالثة العليا للماركسية. كان حزبنا يعتبر الطريقة التي يتم بها النفخ في تقديس ماو تسي تونغ في الصين كأمر لا يتماشى مع الماركسية – اللينينية".
إنه أمر معروف أن ماو تسي تونغ كان ضد أطروحة "المرحلة الثالثة في الماركسية" التي صاغها لين بياو، ودعا إلى حركة واسعة لدراسة ماركس و انجلز و لينين و ستالين، و تنحية لين بياو، و دعا، وأطلق نقدا واسعا ل"نظرية العبقرية" على امتداد الصين بأكملها[1].
لكن المسألة لا تكمن في هذا، إنها تكمن في معرفة ما هو المعنى السياسي الذي يمكن أن يكون لفكرة ماو، أن يكون "ماركسيا – لينينيا" وليس "كلاسيك"، ففي ماذا يعفي هذا حزب العمل الألباني من تقديم نقد ذاتي حول ماضيه، بينما اليوم يوصف ماو بالمعادي للماركسية، "خروتشوف الصيني".
إن السؤال الذي يحاول أنفير خوجة أن يبعده بهذه الطريقة، هو معرفة ما إذا قد وضع حزب العمل ماو تسي تونغ في مرتبة ماركس، انجلز، لينين وستالين، ليس ب المعنى الرمزي ولكن بالمعنى السياسي.
فيما يخص أنفير خوجة نفسه، يمكننا الجواب بالإيجاب، فلسنا نحن اللذين كتبنا:
"كخليفة بارز لماركس، انجلز، لينين وستالين، قمتم بتطوير، وإغناء بشكل خلاق، بارتباط مع ظروف الصين وخصوصيات العصر الراهن، العلم الماركسي – اللينيني في ميادين الفلسفة، وتطور الحزب البروليتاري، واستراتيجية وتكتيك النضال الثوري، والنضال ضد الامبريالية، بالإضافة إلى ما يتعلق بقضايا بناء المجتمع الاشتراكي. إن تعاليمكم حول متابعة الثورة في ظروف دكتاتورية البروليتاريا من أجل البناء الاشتراكي حتى النصر الكامل، ولوضع حد لخطر عودة الرأسمالية كيفما كان الشكل الذي تأخذه، ومن أين أتت، تشكل مساهمة بارزة ذات قيمة عالمية، في النظرية وفي ممارسة الاشتراكية العلمية. إن أعمالكم تشكل مدرسة ثورة بالنسبة لكل الماركسيين – اللينينيين والعمال" (أنفير خوجة، رسالة بمناسبة الذكرى 80 لميلاد ماو تسي تونغ، 1973).
هذا الموقف حافظ عليه حزب العمل الألباني إل حدود وفاة ماو تسي تونغ. لقد شكل كتاب أنفير خوجة بدون شك انعراجا ب 180 درجة عن خط حزب العمل الألباني حول ماو والحزب الشيوعي الصيني، فكيف يمكن تفسير هذا الموقف، سوى أن الماضي، يعتبر مزعجا، فيتم القيام بإعادة كتابة التاريخ.
إننا لا نقوم بمحاكمة الشيوعيين انطلاقا من أخطائهم أو العكس، إننا نحاكمهم عل الطريقة النقد الذاتية لتحليل ماضيهم الخاص، وقدرتهم على تصحيح الأخطاء، التي يمكن أن يرتكبوها، والحال أنه عن طريق ممارسة الرضا الذاتي – هي علاوة على ذلك ثقيلة بما يكفي – إن كتاب أنفير خوجة يساهم في إفقاد المصداقية لهذا الموقف أو ذاك من مواقفه، الحاضرة منها أو الماضية.
في نظرنا، فإنه يفقد المصداقية لموقفه الحالي، لأنه كان دائما في السنوات الماضية بالنسبة للأساسي، ماركسيا – لينينيا، كما تشهد على ذلك النصوص العديدة السابقة لحزب العمل الألباني.
يتبع بحلقة ثانية
هامش:
[1] ــ حول مسألة "عبادة" ماو، أمر له معنى إلى حد ما لغياب تام للصرامة العلمية في كتاب أنفير خوجة. إنه البلد الوحيد الذي كانت فيه أعياد ميلاد ماو تسي تونغ يحتفل بها بضجة كبيرة في ألبانيا. في الصين اقترح ماو تسي تونغ منذ 1949 منع هذا النوع من الاحتفالات، ورجع عدة مرات إلى هذه المسألة، وبالأخص ضد الاتجاهات التي ظهرت خلال الثورة الثقافية الصينية الكبرى، التي كانت تريد أن تنزله منزلة "الله في السماء" لإبعاده عن النضالات على الأرض.