Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

بناء الأحزاب الماركسية ــ اللينينية: السياقات، السيرورات، الأفكار و التجارب ــ القسم الثاني

بناء الأحزاب الماركسية – اللينينية

(السياقات، السيرورات، الأفكار والتجارب)

القسم الثاني

تقديم

استمرت "الجمعية الدولية للعمال" بقيادة كارل ماركس و فردريك انجلز في النضال ضد الإيديولوجيا الفوضوية و أنصارها، و ذلك إلى حدود الحل الذاتي للجمعية بتاريخ 15 يوليوز 1876.

في 12 شتنبر 1874، وجه انجلز رسالة إلى سورج عضو المجلس العام النيويوركي، يقول فيها:

"لقد أعطت الأممية عشر سنوات من التاريخ الأوروبي من ناحية معينة، من ناحية المستقبل، وبإمكانها أن تنظر بافتخار إلى الوراء إلى إنجازها، لكنها ظلت باقية على قيد الحياة في شكلها القديم. أعتقد أن الأممية المقبلة ستكون، بعد أن تعمل مؤلفات ماركس خلال بعض السنوات، شيوعية مباشرة، وستغرس مبادئنا".

يتعلق الأمر هنا بمقاربة نقدية لانجلز حول تجربة الأممية الأولى، ونجد أن الجزء الأول من أفكاره يسجل حقيقة تاريخية، تتعلق بتقدير تأثير كتابات ماركس لاحقا، وبطبيعة الحال أفكار انجلز. ومن باب الملاحظة التاريخية فإن الأفكار الواردة في هذه الكتب لن تعود إلى الظهور إلى الحركة العمالية إلا بعد الانتصار العظيم، الذي حققه لينين سنة 1903 في المؤتمر الثاني للحزب العمالي الديموقراطي الاشتراكي لروسيا، من أجل بناء حزب من طراز جديد. و قبل ذلك ظلت الأفكار الاشتراكية الديموقراطية النابعة من الأحزاب الاشتراكية المنضوية في الأممية الثانية، التي تأسست في باريس سنة 1889، متأرجحة و بدون مقاومة حقيقية، ذلك أن المرحلة الطويلة للتطور السلمي للرأسمالية داخل البلدان المسماة متحضرة كان لها تأثير سلبي من حيث تراجع و جزر الحركة الثورية، التي كان قد راهن عليها ماركس و انجلز .

و تتطرق الرسالة أعلاه في جزء آخر منها إلى أشياء ذات أهمية، حيث كتب انجلز أنه:

"لقد تخلينا عن منظمة الأممية لأسباب ناتجة عن الوضع السياسي الحالي لأوروبا. فلنعط لإخواننا العمال في أوروبا الوقت ليعززوا عملهم. إن رفاقكم في أمريكا يعدونكم بالحفاظ و بتثمين ما قدمت الأممية لهم، و ذلك إلى أن تصبح الظروف ملائمة فتوجه من جديد عمال كل البلدان إلى النضال المشترك، حيث سيرتفع صراخ أكثر قوة من السابق: "يا بروليتاريي جميع البلدان اتحدوا" ".

لقد تحدث انجلز هنا في رسالته عن مرحلة تاريخية، فما هي خصائص هذه المرحلة؟

 إنها مرحلة تحول الرأسمالية (رأسمالية المنافسة) إلى الامبريالية (رأسمالية الاحتكارات)، و قد سبق للينين بعد ذلك أن حدد سنة 1876 كنقطة انطلاق "الحرب بين أكبر ملاكي العبيد من أجل الإبقاء على العبودية و تعميقها". و من المعروف أن هذه الحرب ستتطور أولا، و بشكل أساسي خارج أوروبا، و ذلك من أجل الاستيلاء على المستعمرات في آسيا و إفريقيا و العالم كله. و عند نهاية القرن 19 ستظهر بشكل نهائي المرحلة الامبريالية للرأسمالية.

بعد ذلك سارت الرأسمالية الامبريالية نحو حربها العالمية الأولى، و التي دارت بين امبرياليات متنافسة، و نعني بذلك حرب 1914 -1918.

I ــــ الاشتراكية الديموقراطية (1883 – 1914):

1 ــــ الإرث الثوري:

إن الاشتراكية الديموقراطية هي أول حركة منظمة للطبقة العاملة تأسست على قاعدة الفكر الماركسي كنظرية ثورية، و على الاشتراكية كهدف برنامجي.وقد جاءت كنتاج، كما أنتجت جدليا، قادة كبار مثل كارل كاوتسكي و أوغوست بيبل و ولهايم ليبنخت و روزا لوكسمبورغ و فرانز ميهرينغ و جورج بليخانوف و رادولف  هلفردينغ و أوتو بوير و كارل رينير و وليلهابم بيك ثم لينين .وقد ساهم انجلزبدور كبير في توجيهها رغم ماواجهه من صعوبات.

لقد ساهمت الحركة الاشتراكية الديموقراطية في نشوء مفهوم الحزب كطليعة بروليتارية، انطلاقا من إعطاء الدور القائد للإيديولوجيا. و هنا يكون لينين تلميذا لكارل كاوتسكي، و هذا ما يفسر حدة الهجوم، الذي قام به لينين ضد كاوتسكي، ليس فقط لأنه إصلاحي، بل لأنه كذلك خان ما كان يمثله عندما كان ثوريا، و لذلك، لا يمكن فهم اللينينية بدون فهم الاشتراكية الديموقراطية و إرثها الثوري، خاصة و أن بعض الأطروحات المنتشرة، و ذات الطابع الأناركي، قد ساهمت في ترويج فكرة أن الاشتراكية الديموقراطية كانت إصلاحية بشكل خالص، علما أن الاشتراكية الديموقراطية قد رفضت تحريفية بيرنشتاين نهاية القرن 19.

لقد كان على رأس الاشتراكية الديموقراطية نهاية القرن 19 كارل كاوتسكي، باعتباره مدافعا كبيرا عن الماركسية، و قد كان منظرا في مجالات عدة، و ساهم بشكل رئيسي في بلورة مبدأ قيادة الطبقة العاملة و نظرية الطليعة البروليتارية.

ولد كارل كاوتسكي سنة 1855  و أصبح ماركسيا لاحقا، و هو من أصول نمساوية – تشيكية، و اشتغل كمناضل ثوري من داخل الاشتراكية الديموقراطية الألمانية، و تحمل مسؤولية نشر الفكر الماركسي، و أصبحت كتاباته ذات تأثير كبير خاصة في المناطق المتكلمة باللغة الألمانية، بل و كذلك في بوهيميا و مورافيا و هنغاريا و بولونيا و روسيا، و قد لعبت مجلة "الزمن الجديد"، -التي أسسها في السنة التي مات فيها كارل ماركس 1883- وكذلك  كتاباته دورا هاما في ما يمكن تسميته بالمرحلة الأولى لتأكيد الماركسية سياسيا، و كذلك كنظرية علمية، لقد كانت المجلة الأداة النظرية للاشتراكية الديموقراطية الألمانية، حيث ظل كارل كاوتسكي رئيسا لتحريرها لمدة 35 سنة.

لقد عرفت هذه المرحلة صراعا حادا داخل الحركة العمالية بين الاشتراكية الديموقراطية، التي أدركت القيمة المركزية للنظرية و التوجيه الإيديولوجي و أهمية ذلك في بناء الحزب الطليعي للطبقة العاملة، و بين "السنديكالية الثورية"، التي كانت اتنكر هذا الدور .

لقد رفضت "السنديكالية الثورية" مفهوم الطليعة البروليتارية، و أنكرت كذلك وجود الديالكتيك في الطبيعة، و لا يوجد بالنسبة لها إلا "الصراعات الطبقية"، ثم التأكيد على ضرورة التركيز على المسائل الاقتصادية فقط من أجل تحريك الجماهير، و على هذا الأساس، فإن النضال من أجل مجموعة من الحقوق و المطالب الديموقراطية، لا معنى له من وجهة نظر "السنديكاليين الثوريين"، و لا يجب على الجماهير العمالية أن تهتم بالسياسة. لقد رفض "السنديكاليون الثوريون" إعطاء أي دور للنظرية الثورية في بناء الحزب.

من الناحية التاريخية، فقد فتحت "السنديكالية الثورية" الطريق نحو الفاشية بسبب مثاليتها و الذاتوية التي تميزت بها و إنكارها للماركسية. هكذا، و عند نهاية القرن19، لم يكن هناك إلا طريقان:

- طريق الماركسية الأرتدوكسية بقيادة كاوتسكي.

- طريق "السنديكالية الثورية" بزعامة جورج سوريل (1847-1922)و هوبرت لاغارديل(1874-1958) و أنطونيو لابريولا(1843-1904) و إيرفين سزابو(1877-1918).

و من الملاحظ أنه، بقدر ما كانت الطبقة العاملة قادرة على قراءة كارل ماركس و فردريك انجلز، بقدر ما استطاعت بناء أحزاب اشتراكية ديموقراطية (حالة المانيا والنمسا وروسيا وبعض بلدان أوربا الشرقية)، و على العكس، بقدر ما كانت أقل قدرة بسبب اللغة على قراءة كارل ماركس و فردريك انجلز، بقدر ما كانت عاجزة عن بناء أحزاب اشتراكية ديموقراطية، فظلت في مستوى مجموعات مستقلة مناهضة للسياسة و تركز على المشاكل الاقتصادية، وتعرف انتشارا للفوضوية والسنديكالية الثورية (حالة فرنسا واسبانيا وإيطاليا).

2 ــــ كاوتسكي و لينين حول الدور المركزي للنظرية الثورية:

لقد كان لتجربة الاشتراكية الديموقراطية العالمية قيمة تاريخية تمثلت في تجارب العمل النقابي والنضال الاجتماعي، و في تأكيد انتصار الماركسية في الحقل النظري، لكن هناك نقطة أساسية تلخص تلك القيمة التاريخية، و تتمثل في أهمية أن الإيديولوجيا الثورية يجب أن يتم تركيبها من طرف قادة منظرين يساهمون في بلورة فكرة الثورة بشكل ملموس، لتكون التعبيروالتجسيد الحي والخلاق للنظرية الماركسية في الواقع الملموس التاريخي المحدد لكل بلد.

وقد تحدث لينين عن مفهوم كارل كاوتسكي معتبرا إياه صحيحا، هكذا، وفي كتابه "ما العمل؟" نقرأ ما يلي:

"لإتمام ما قلناه أعلاه، لننقل مرة أخرى الأقوال الصحيحة و الحقيقية و المعبرة لكاوتسكي بصدد مشروع البرنامج الجديد للحزب الاشتراكي الديموقراطي النمساوي:

"العديد من نقادنا التحريفيين يرجعون إلى ماركس هذا التأكيد القائل بأن التطور الاقتصادي و النضال الطبقي لا يخلقان فقط ظروف الإنتاج الاشتراكي، بل يولدان مباشرة الوعي بضرورته، و ها هم هؤلاء النقاد يعترضون بكون انجلترا، البلد الذي عرف التطور الرأسمالي الأكثر تقدما، هو البلد الأكثر ابتعادا عن هذا العلم.

إن مشروع البرنامج يعطي الانطباع بأن اللجنة التي بلورت البرنامج النمساوي تشاطر كذلك وجهة النظر المسماة ماركسيو أورتودوكسية، التي يدحضها مثال انجلترا. إن المشروع يحمل: "بقدر ما تتنمى البروليتاريا كنتيجة لتطور الرأسمالية، بقدر ما تكون مجبرة، و تكون لها إمكانية النضال ضد الرأسمالية. إن البروليتاريا تجيء إلى وعي إمكانية و ضرورة الاشتراكية".

وبالتالي، فإن الوعي الاشتراكي يكون نتيجة ضرورية، مباشرة للنضال الطبقي البروليتاري، و هذا أمر خاطئ بالكامل.

كنظرية، فإن الاشتراكية بالطبع لها جدور في العلاقات الاقتصادية الحالية بنفس درجة النضال الطبقي للبروليتاريا، و بنفس درجة هذا الأخير تنبثق من النضال ضد فقر الجماهير و بؤسها المتولد عن الرأسمالية.

لكن الاشتراكية و النضال الطبقي ينبثقان بشكل متواز و لا ينبثقان من بعضهما البعض، إنهما ينبثقان من مقدمات مختلفة. إن الوعي الاشتراكي الحالي لا يمكن أن ينبثق إلا على قاعدة معرفة علمية عميقة.

و الحال أن حامل العلم ليس هو البروليتاريا، بل المثقفون البورجوازيون: إنه بالفعل، في دماغ بعض الأفراد من هذه الفئة ولدت الاشتراكية المعاصرة، و عبرهم تم إيصالها إلى البروليتاريين المثقفين الأكثر تطورا، اللذين أدخلوها بعد ذلك إلى النضال الطبقي للبروليتاريا، هناك حيث كانت الظروف تسمح بذلك.

هكذا إذن، فالوعي الاشتراكي هو عنصر مستورد من الخارج (الترجمة الألمانية) إلى النضال الطبقي للبروليتاريا، و ليس شيئا ينبثق عفويا (الترجمة بالألمانية).

و أيضا فإن البرنامج القديم لهاينفيلد، يقول بشكل صحيح، أن مهمة الاشتراكية الديموقراطية هي إدخال الوعي بوضعها و الوعي بمهمتها إلى البروليتاريا (حرفيا: ملأ البروليتاريا).

و طبعا، لن تكون هناك ضرورة للقيام بذلك، إذا كان هذا الوعي ينبثق من النضال الطبقي، و الحال أن المشروع الجديد استعار هاته الأطروحة من البرنامج القديم و ألصقه بالأطروحة المذكورة أعلاه، الشيء الذي أوقف مجرى الفكر ...".

و بعد إيراد هذه الفقرة الطويلة من طرف لينين، سنجده يستأنف القول بما يلي:

"من اللحظة التي لا يمكن فيها أن تكون مسألة إيديولوجيا مستقلة، مبلورة من طرف الجماهير العمالية نفسها خلال حركتها، فإن المسألة تطرح فقط هكذا: إما إيديولوجيا بورجوازية أو إيديولوجيا اشتراكية، فليس هناك وسط (ذلك أن الإنسانية لم تبلور إيديولوجيا "ثالثة"، ثم بعد ذلك، ففي مجتمع ممزق بالتناقضات الطبقية لا يمكن أن توجد هناك إيديولوجيا فوق الطبقات).

لذلك، فكل تنقيص من الإيديولوجيا الاشتراكية، و كل ابتعاد عن هذه الأخيرة، فإنه يعني تقوية للإيديولوجيا البورجوازية.

نتكلم عن العفوية، لكن التطور العفوي للحركة العمالية ينتهي بالضبط إلى ربطها بالإيديولوجيا البورجوازية، و يتحقق ذلك بالضبط حسب برنامج الكريدو (وثيقة تاريخية للتيار الاقتصادوي في روسيا)، ذلك أن الحركة العمالية العفوية هي بالضبط التراديونية (الترجمة بالألمانية)، و الحال أن التراديونية هي بالضبط الاستعباد الإيديولوجي للعمال من طرف البورجوازية. ولذلك فإن مهمتنا، مهمة الاشتراكية الديموقراطية هي محاربة العفوية، و إبعاد الحركة العمالية من هذا الاتجاه العفوي، الذي تنحو إليه التراديونية، التي تختبئ تحت جناح البورجوازية، و من ثمة جرها لتكون تحت جناح الاشتراكية الديموقراطية الثورية".

نرى هنا، من خلال المقارنة بين الفقرتين (فقرة كاوتسكي و فقرة لينين) كيف استخلص لينين، الذي أكمل السير على طريق الإرث الثوري للاشتراكية الديموقراطية، أهم درس من تلك التجربة، التي امتدت على عشرات السنين، و تناوب على قيادتها ماركس و انجلز و كاوتسكي عندما كان ثوريا.

3 ــــ انفجار و نهاية الأممية الثانية:

انفجرت الأممية الثانية مع انطلاق الحرب الامبريالية الأولى نتيجة الدعم الذي قدمته كل فروعها إلى بورجوازياتها الامبريالية الوطنية.

و نجد لدى ستالين تصنيفا دقيقا لتلك الأحزاب عندما يقول في كتابه "تاريخ الحزب الشيوعي البلشفي للاتحاد السوفياتي"، ص. 195، 196 ما مضمونه:

1 ــــ لقد كانت الأحزاب الاشتراكية اشتراكية في القول فقط و امبريالية في الواقع. لقد خانت المفهوم الماركسي للحزب باعتباره حزبا أمميا.

2 ــــ لم تكن الأحزاب الاشتراكية الديموقراطية تدعو الجماهير إلى الثورة، بل تساير فقط الطموحات العفوية للجماهير، فتقترح بعض الإصلاحات من أجل تلبية تلك المطالب. لقد كانت تخون المفهوم الماركسي للحزب، الذي يهدف إلى قلب البورجوازية و تحقيق الثورة.

3 ــــ لقد كانت القاعدة الاجتماعية الأساسية لهاته الأحزاب بورجوازية صغيرة، و قد كان القليل من القادة اللذين يأتـون من الطبقة العاملة، و إذا حصل ذلك فيتعلق الأمر بعناصر مرتشية تم شراؤها من طرف البورجوازية. لقد خانت هذه الأحزاب المفهوم الماركسي للحزب الذي يتشكل من طليعة البروليتاريا.

4 ــــ لقد كان قادة الأحزاب الاشتراكية الديموقراطية، خاصة الأكثر تأثيرا كإدوارد بيرنشتاين و كارل كاوتسكي و جول غيسد و جان جوريس و آخرون، يعطون للعمل البرلماني (النزعة البرلمانوية) الأساسي من مجهوداتهم، و كانوا يبررون ذلك بالعديد من المبررات المعادية للأفكار التي بلورها ماركس و انجلز. لقد كانوا يخونون المفهوم الماركسي للحزب باعتباره حاملا للنظرية الثورية.

5 ــــ لقد تمظهرت هذه التحريفية القديمة المعادية للماركسية في ميدان التنظيم و أسلوب العمل للأحزاب الاشتراكية الديموقراطية.

فقد كانت الأممية الثانية تتبع في بدايتها توجيهات ماركس و انجلز، التي كانت تقر بضرورة بناء فروع للأممية، مشكلة من طرف أحزاب ممركزة على مستوى كل بلد بلد، و ذلك على النقيض من مفاهيم اللامركزية و معاداة "السلطوية" التي كان يحملها الفوضويون، و لذلك لم تتأخر هذه الأحزاب الانتهازية في ممارسة الليبرالية. وقد تسبب "الحق في الاتجاهات" في تقسيم المنظمة إلى أجنحة و كتل، سواء على المستوى العالمي أو على مستوى أحزاب كل بلد. إن الانضباط المنظم و المقبول بحرية، الذي كان يدعو له ماركس و انجلز بهدف تعزيز كل حزب و تقوية فعاليته في خدمة البروليتاريا، قد تمت إعادة النظر فيه و التخلي عنه بعد الحط منه، هكذا، و عندما انفجرت الحرب الامبريالية الأولى سقطت كل هذه الأحزاب في الانحلال الشامل و المهين لتتحول إلى أحزاب بورجوازية شوفينية.

علي محمود

المراجع:

(1) فردريك انجلز، كارل ماركس و آخرون، المراسلات (منشورات كوستيس 1950، المجلد الأول، ص. 204، 205).

(2) كتاب"ما العمل؟"، فلاديمير لينين (مؤلفات ماركس، انجلس، لينين، دار التقدم، موسكو).

(3) كتاب "خطوة إلى الأمام، خطوتان إلى الوراء"، فلاديمير لينين (دار التقدم، موسكو).

(4) كراسة "افلاس الأممية الثانية"، فلاديمير لينين (المنشورات الاجتماعية. (بالفرنسية))

(5) كراسة "مهام وواجبات الاشتراكيين الديموقراطيين الروس" (المؤلفات، الطبعة الروسية الخامسة، المجلد2).

(6) "الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية" (مؤلفات ماركس، انجلس، لينين، دار التقدم، موسكو).

 (7) "تاريخ الحزب الشيوعي البلشفي للاتحاد السوفياتي"، موجز حرره ستالين في 1938، وصادقت عليه اللجنة المركزية للحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي (منشورات اللغات الأجنبية، موسكو، 1946).

(8) "مبادئ اللينينية" (محاضرات ألقاها ستالين في جامعة سفيردلوف، بداية أبريل 1924، وقد أهداها إلى " فوج لينين").