Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

  • البيان البروليتاري لليوم الأممي

     

    حزب بروليتاري ثوري

    لأجل الديمقراطية الشعبية الثورية للعمال والفلاحين

    على طريق الديكتاتورية الثورية للبروليتاريا

     

    هُبّوا ضَحَايا الإضْطهاد…ضحايا جُوع الإضْطِرار…

    بُركانُ الفكرِ في إتّقادِ…هذا آخر انفجار...

    (من نشيد البروليتاريا الأممي)

     

    إننا نعيش حربا إمبريالية أخرى ورأس رمحها الكيان الصهيوني الغاصب، التي انطلقت منذ بدايات تذمير أرض وشعب العراق سنة 1990، بهدف تقسيم كل المنطقة إلى دويلات دمى في يد الصهيونية والإمبريالية.

    إنه "مشروع الشرق الأوسط الكبير" الذي كشف وأعلن عنه المجرم الدموي ج. و. بوش سنة 2003، والذي وضعت استراتيجيته وأسسه الحركة الصهيونية العالمية سنة 1982 (أنظر المجلة الصهيونية "كيفونيم" التي تصدرها هذه الحركة الفاشية من القدس الفلسطينية المغتصبة، فبراير 1982 ص 49 ــ 59. "أوديد يينون") حيث شرعت بضعة أشهر بعد ذلك في تنفيذه على أرض الشعب اللبناني بعد الاشتغال عليه منذ نهاية حرب 1967 المشؤومة، كنقطة انطلاق لتقسيم شعوب المنطقة على أسس عرقية ودينية والسيطرة على ثرواتها ومصيرها بخلق دويلات ضعيفة تحت الحماية والمراقبة الشاملة للصهيونية والإمبريالية على شاكلة النموذج القطري والكويتي.

    «تفكيك وتفتيت سوريا والعراق لمناطق ــ أقاليم تتحدد على أساس الانتماء العرقي والديني يجب أن يكون على المدى البعيد أولوية لإسرائيل. والطور الاول هو تحطيم القدرات العسكرية لهذه الدول...» (مقتطف من "استراتيجية إسرائيل" التي جاءت على صفحات المجلة الصهيونية "كيفونيم" فبراير 1982)

    إن الحرب الإمبريالية الحالية، تكشف بوضوح وحدة المصالح الانية والاستراتيجية للإمبريالية والصهيونية (والأنظمة الرجعية الدمى المتبقية في المنطقة)، في الرفع من معدلات ربح الأولى وهيمنته على الرأسمال العالمي وتسخيره بعد ذلك للالتفاف على نضال البروليتاريا المتصاعد ببلدانها، وفي توطين جغرافية امنة للثانية على أرض شعب فلسطين، وهيمنتهما السياسية والعسكرية معا على خيرات وثروات شعوب المنطقة بعد تفكيكها.

    فكلما تعمقت وتوسعت الأزمة العضوية لنظام الرأسمالية الامبريالية إلا وانكشفت حقيقتها الدموية والفاشية، وذابت كل مساحيق الدعاية البرجوازية الديماغوجية لحقوق الانسان. هذا، فمنذ نهاية 2007 وبداية 2008، مع انطلاق دورة أخرى من دورات الأزمة العضوية لنظام الاستغلال والاضطهاد والاستلاب، عرفت برليتاريا كل الشعوب، هجوما عصف بمجموعة من مكتسباتها التاريخية التي حققتها البروليتاريا بنضالها وصمودها رغم تكالب الأحزاب التحريفية والانتهازية، والنقابات الذيلية لها، للحد من تقدم البروليتاريا السياسي والتنظيمي على طريق دحر البرجوازية وسلطتها السياسية. فاليسار الثوري، منذ انطلاق الدورة الأخيرة للأزمة العضوية لنظام الرأسمالية الامبريالية والمستمرة حتى اليوم، يعرف صعودا متزايدا، إيديولوجيا، سياسيا ونضاليا، بعد الإفلاس التام للتوجهات المسمات "اشتراكيةــ ديمقراطية" وانبطاحها الشامل أمام الرأسمال المالي، حيث به انتهى أمام الشعوب، دورها السياسي الموكول لها.

    هذا الاستنهاض اليساري بخطين (خط ثوري يهدف إلى تحطيم جهاز الدولة البرجوازية و القضاء على الاستغلال و الاضطهاد الطبقيين، و خط طوباوي إنتخابوي يحلم بأفق أنسنة نظام الرأسمالية و جعلها في خدمة الإنسان و الطبيعة..كذا.)، و توسع الاضرابات العمالية و الاحتجاجات الشعبية ضد السياسات التقشفية، دفع بالإعلام الرأسمالي إلى تغدية التوجهات اليمينية و اليمينية المتطرفة باسم ضرورة وقف "الغزو الإسلامي"، و الذي لم يهدف في الواقع الفعلي إلا لوقف الزحف اليساري المتنامي و المعبر عن رغبة و إرادة الشعوب في تغيير الأنظمة السياسية القائمة. حيث لم تهدأ الالة الضخمة للإعلام الامبريالي في السنوات الأخيرة، خصوصا برامجها السياسية والتاريخية المتعددة، من الهجوم المباشر على الفكر الماركسي ــ اللينيني، وبالتحديد الهجوم على الثورتين البلشفية والصينية، ومحاولات تشويه وشيطنة القادة الشيوعيين الثوريين: لينين، ستالين و ماوتسي و عدهم ضمن أبشع البشر في التاريخ. فابسم "محاربة الإرهاب" التي تصدع به كل برامجها الإخبارية اليومية، وهو في حقيقته الإرهاب الصهيوني الإمبريالي بمسوحات العصابات الدينية، تم خلق حالة من الرعب الاجتماعي وسط الشعوب لتبرير السياسات التقشفية الضاربة لكل المكتسبات الاجتماعية، باسم السياسات الأمنية والاستباقية.

    في مواجهة هذا النهوض الجماهيري النضالي و الانخراط العضوي فيه لليسار، هناك تصاعد اخر متزايد لليمين الفاشي الذي يتغذى و ينتعش من حالة الرعب التي يزرعها الإعلام الرأسمالي، سواء وصوله لتسيير و إدارة و الدفاع عن السياسات الرأسمالية الإمبريالية الأمريكية (توسيع رقعة الحروب الاستعمارية و بسط الهيمنة العسكرية و السياسية و الإيديولوجية ــ الدعائية باسم الحفاظ على الأمن العالمي و محاربة الإرهاب) ، أو احتلال هذا اليمين مواقع سياسية جد متقدمة ببعض دول القوى الإمبريالية الأوربية، حيث يتم بموازاة تغذيته دعائيا عن طريق التركيز الإعلامي ــ الإيديولوجي على الغول الإسلامي الذي يملكون مفاتيحه، زرع "بدائل لبرالية جديدة ــ قديمة" بعد استنفاد اللعبة السياسية السابقة (يمين" لبرالي تقدمي" ــ يسار "اشتراكي ــ ديمقراطي") لكل أدوارها الموكولة لها في تسيير سياسة الاقتصاد الرأسمالي، و انفضاح عمالتها للرأسمال و تعفنها أمام الشعوب.

    إن هذا النهوض الجماهيري النضالي، هو مقدمة لارتفاع وثيرة و احتداد الصراع الطبقي الأساسي، من جهة، بين الطغم الرأسمالية المالية و بين البروليتاريا، بسبب من ضرب مكتسبات هذه الأخيرة الاجتماعية و العمل على المزيد من تدجينها للقبول بشروط عمل أكثر استعبادية، مع توجيه فائض الرأسمال للدول التبعية و تسخيره، إن أنظمة هذه الدول التبعية لم تنبطح أكثر للرفع من معدلات ربحها (ميول معدل الربح للانخفاض، و هو من القوانين الأساسية لنظام الرأسمالية التي وضعها بدقة معلم البروليتاريا الثورية كارل ماركس)، في تدمير قدراتها الدفاعية و تفتيت بناها الاجتماعية على أسس عرقية و دينية، للهيمنة أكثر على ثرواتها و التحكم في مصيرها. ومن جهة ثانية الصراع بين هذه الطغم الرأسمالية الإمبريالية وشعوب الدول التبعية المرتبطة عضويا بالرأسمالية، وعلى رأس هذه الشعوب، البروليتاريا والفلاحين وكل الفئات الاجتماعية الكادحة والمضطهدة.

    ضمن هذه الاستراتيجية الرأسمالية الامبريالية المدمرة للشعوب ومصيرها، بهدف التخفيف من حدة أزمتها العضوية فيها والتي توقذ باستمرار شرارة النضال البروليتاري ببلدانها، لا يشكل النظام الكومبرادوري الرجعي القائم بالمغرب أي استثناء خارجها. هكذا نجده ينبطح أكثر فأكثر للأجهزة المالية الدولية للرأسمالية الإمبريالية، على حساب عيش وكرامة شعبنا وخيراته التي يعبث بها هذا النظام المتعفن.

    ففي الوقت الذي فيه تنتعش وتتزايد مصالح وثروات النظام الكمبروادوري المنبطح للأجهزة السياسية والعسكرية والمالية الإمبريالية، يتزايد ويتوسع البؤس والشقاء والفقر وسط جماهير شعبنا، وبالأساس وسط البروليتاريا المغربية التي يلقى بها في أحزمة البؤس والتهميش والضياع، مجردة من أبسط شروط العمل الذي به تحفظ كرامتها وإنسانيتها. وتتوالد عن هذه السياسات الرجعية كل الظواهر والأمراض الاجتماعية المصاحبة للتهميش و القهر الاجتماعي من إجرام ومخدرات وعهارة منظمة وانتحارات...

    فبعد انقضاء الزمن السياسي للأحزاب الكركوزية التي عملت على التنفيذ الحرفي، وفي كل المجالات و القطاعات، للبرامج التخريبية للنظام الكمبرادوري، و إفلاس لعبته السياسية بمقاطعة جماهير شعبنا لانتخاباته الفلكلورية و تصاعد الاحتجاجات الجماهيرية الشعبية، عمد نظام الرجعية و القهر إلى استخدام الحزب الظلامي الذي نشأ في سراديب أجهزته السرية الدموية، لتمرير المزيد من المشاريع التصفوية و التي أودت و تؤدي بكل القطاعات و المجالات الحيوية ببلاد شعبنا إلى الإفلاس و التعفن.

    في مواجهة هذا العبث بخيرات شعبنا و ثرواته و مصيره، وفي مواجهة الإفلاس السياسي للنظام الكمبرادوري الرجعي و الأحزاب الملتفة حوله و التي تقتات من فتات لعبته الممسوخة، تتزايد و تتكثف نضالات جماهيرنا المسحوقة دفاعا عن وجودها و طموحها في التحرر من نظام استعبادي أتى على الأخضر و اليابس بالبلاد، و زَج بالعديد من مناضلي شعبنا الثوريين في سجون الذل و الموت، محاولة منه إطفاء شرارة النضال الثوري، و تحييد أي مقاومة تستهدف تنظيم نضال جماهير شعبنا و توجيهه وجهته السديدة لأجل التغيير الحقيقي الفعلي و الوحيد الممكن.

    إن الطريق الوحيد والممكن ببلادنا، والذي فيه أصدر تاريخ الصراعات الطبقية حكمه، وأكدته تجارب الشعوب والحركات الثورية الماركسية ــ اللينينية، هو طريق الديمقراطية الشعبية الثورية للبروليتاريا والفلاحين، من أجل الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية على طريق ديكتاتورية البروليتاريا. ومن يحلم بتحقيق أي شكل اخر من الديمقراطية، فهو يلقي عمليا بنضال شعبنا وكل تاريخ كفاحه في يد الرجعية القائمة وتأبيد سلطتها السياسية، وإن بأقنعة أو أطراف أخرى.

    إن طريق "نضال" البرجوازية مغلق، و أن لا تحرر لجماهير شعبنا المسحوقة و المضطهدة إلا بقيادة البروليتاريا، طليعة نضال و كفاح شعبنا.

    إننا ونحن في الذكرى المئوية لثورة أكتوبر العظمى التي شقت طريق عصر اندحار نظام الرأسمالية، والذكرى الثامنة والستون على انتصار الثورة الصينية العظيمة، واللتان لن نذخر أي جهد في إحيائهما وإبراز طبيعتهما البروليتارية الثورية التي لعبت التحريفية على تخريبها و وضعها على سكة الرأسمالية العالمية، نؤكد من جديد أن طريق نضال شعبنا لن يتقدم و يشق طريقه الثوري السديد إلا بالقضاء و كنس ملحقات التحريفية و الانتهازية ببلادنا.

    عاشت البروليتاريا الثورية، في يومها الأممي، طليعة الكفاح الثوري الوطني الديمقراطي الشعبي

    من أجل توحيد النضال البروليتاري الثوري وتوسيع قاعدة المواجهة السياسية على طريق هزم الرأسمالية الإمبريالية.

    فإما تأبيد الاستغلال والاضطهاد والاستلاب،

    وإما طريق الديمقراطية الشعبية الثورية للبروليتاريا والفلاحين على طريق ديكتاتورية البروليتاريا.

     

    عاشت نضالات الطبقة العاملة المغربية في طليعة كفاحات الشعب.

    الشرارة

    فاتح ماي 2017